أغلقت حركة "طالبان" الباب في وجه اي حوار مع الاطراف الافغانية المعارضة لها واتهمتها ب "العمالة والخيانة" وقال الناطق باسم الحركة ملا عبدالحي مطمئن ل "الحياة" امس ان قادة المعارضة "اجراء للاجانب وخونة للوطن". واضاف ان "طالبان لا يمكن ان تثق بالذي أيّد الضربات الاميركية على افغانستان ولا بمن ساند التدخل الاجنبي الايراني ضد بلاده وسعى الى محو الجرائم الروسية من افغانستان من خلال تلقيه الدعم من الروس". وكان المسؤول في الحركة يرد بذلك على الدكتور عبدالله نائب وزير الخارجية في حكومة الرئيس الافغاني المخلوع برهان الدين رباني الذي دعا "طالبان" الى الدخول في مفاوضات من اجل تشكيل حكومة موسعة في افغانستان. واشار مطمئن الى ان احزاب المعارضة اخلّت بكل العهود والمواثيق التي قطعتها على نفسها والاتفاقات التي وقعتها في الماضي للتفاهم بينها ولم تطبق هذه الاتفاقات على الارض. وفي الوقت نفسه رحّبت الحركة امس بجهود المبعوث الدولي الى افغانستان الاخضر الابراهيمي الذي يتوقع ان يصل غداً الى باكستان ومنها الى افغانستان حيث يلتقي قادة "طالبان" من اجل تخفيف حدة التوتر بين الاخيرة وايران. وقالت مصادر الحركة في قندهار انها ترحب بالجهود التي يبذلها الاخضر الابراهيمي. لكنها أبدت استعدادها للحرب في حال قررت القيادة الايرانية هذا السبيل، متمنية ان تجنح طهران في التفاوض والسلم. وفي طهران أ ف ب قال الجنرال محمد باقر ذو القدر المسؤول في الحرس الثوري باسدران انه يمكن سحق قوات "طالبان" "في غضون 48 ساعة" في حال قررت ايران التي حشدت قوات ضخمة على الحدود مع افغانستان، مهاجمة الحركة الاسلامية. ومعلوم ان الحرس الثوري حشد حوالي 70 الف رجل قرب الحدود الافغانية منذ مطلع الشهر الجاري وسط جو من التوتر الشديد بين الجانبين. كما اعلن الجيش الايراني انه حشد نحو 200 الف رجل في المنطقة الحدودية لاجراء مناورات واسعة النطاق تبدأ في الايام المقبلة. واكد الناطق باسم الجيش الجنرال حسن براتي ان مجمل القوات والمعدات جاهزة لهذه المناورات التي اطلق عليها اسم "ذو الفقار-2" في منطقة مساحتها 50 الف كيلومتر مربع في جنوب محافظة خراسان الشرقية ومحافظة سيستان بالوشيستان الجنوبية. واعتبر الجنرال براتي ان تعزيز الوجود العسكري في المنطقة اتاح تعزيز مكافحة المخدرات القادمة من افغانستان وانه تم في الايام الاخيرة ضبط نصف طن منها.