أنهى مبعوث الاممالمتحدة الى افغانستان الاخضر الابراهيمي زيارته لطهران وتوجه الى اسلام اباد حيث يجري اتصالات مع كبار المسؤولين المعنيين بالقضية الافغانية - الباكستانية، ويتوقع ان يجتمع بممثلين من حركة "طالبان". ولم يخف الابراهيمي "الارتياح الشديد" لنتائج زيارته لطهران. وقال ل "الحياة" قبل مغادرته البلاد امس الخميس: "ايران دعمت مهمتنا كثيراً واكد ان كل المسؤولين خصوصاً الرئيس سيد محمد خاتمي ووزير الدفاع على شمخاني ان خيارهم الاول والاساسي هو الحل السلمي وانهم لا يرغبون في الوصول الى مرحلة تضطرهم الى الخيار العسكري". وتابع بأنه سيبلغ "المطالب الايرانية" لمن سيتحدث اليهم في اسلام اباد، خصوصاً ما يتعلق بتداعيات مقتل الديبلوماسيين الايرانيين على ايدي مقاتلين من "طالبان" في مزار الشريف في آب اغسطس الماضي. وشدد على ان "المجتمع الدولي اعترف بشرعية المطالب الايرانية وان على طالبان ان تنفذها". وفي مؤتمر صحافي عقده في مقر اقامته امس، شدد الابراهيمي على ان الاممالمتحدة وخلفها المجتمع الدولي، تؤكد ان "لا حل في افغانستان سوى بوضع حل للغة السلاح وتشكيل حكومة تضم كل الاطراف والفصائل والقوميات والمذاهب والانتماءات الثقافية والاجتماعية". وأقر بأن حركة "طالبان" تسيطر على نسبة 90 في المئة من الاراضي الافغانية يمكن ان يجعل جمعها مع بقية الفصائل المناوئة الى طاولة المفاوضات امراً صعباً لكنه بدا على ثقة من انه "حتى لو سيطرت طالبان على كل الاراضي الافغانية بنسبة مئة في المئة، فان ذلك لا يعني بالضرورة تحققاً للسلام في افغانستان واستتباباً للأمن والاستقرار في هذا البلد والمنطقة لأن حكومة تضم الجميع هي وحدها قادرة على اشاعة الاطمئنان والهدوء الى المنطقة والدول المجاورة خصوصاً ايران وباكستان". وتابع ان ما هو قائم بين ايرانوافغانستان - طالبان على الحدود الآن "يعزز كلامنا وسيكون هذا حاضراً في رسالتنا الى طالبان". وشدد على ان "هذا ليس عداء لطالبان او الغاء لدورهم لكننا نتحدث عن سلام شامل ودائم في افغانستان". وبدا الابراهيمي حريصاً على تأكيد ان مهمته صعبة لكنها قابلة للحل، مشدداً على ان "هناك فرصة الآن تجعلنا نتفاءل وان كان تاريخ افغانستان مليئاً بالفرص الضائعة". وبديبلوماسيته المعهودة، قصد الابراهيمي ان يوجه عبارات لطيفة وودية ومشجعة ل "طالبان" وهو يتوجه الى اسلام اباد، وقال: "ليس صحيحاً ان كل ما تقوله طالبان هو في الاتجاه الخاطئ، فهي اعترفت بأن عناصرها قتلوا الديبلوماسيين الايرانيين وتعهدات بمعاقبتهم، وقالت قيادة طالبان انها تريد علاقات جيدة مع ايران".