نفذت مدينة جزين الجنوبية بعد ظهر أمس اضراباً عاماً شمل كل مرافقها وسط استنكار وغضب شديدين، اثر ورود نبأ وفاة الفتاة سلام جميل اسكندر 12 عاماً متأثرة بجروح اصيبت بها في انفجار عبوة ناسفة اول من أمس بسيارة "بيك - آب" كان يقودها شقيقها فادي 26 عاماً على طريق جزين - انان وأدت الى مقتله فوراً. والقتيل اسكندر من عناصر "جيش لبنان الجنوبي" الموالي لإسرائيل التي قصفت مدفعيتها في عنف وادي بلدة جون الشوفية المتاخمة لجزين ثم استهدفته بغارة جوية، بعد مقتله. واعتبر بيان رسمي اسرائيلي ان الانفجار "انتهاك" لتفاهم نيسان ابريل. وندد النائب السابق ادمون رزق بالحادث، واعتبر ان فيه "تصميماً على ابادة عائلة اسكندر بأكملها إذ ان الوالد جميل قتل قبل ثمانية أشهر ومن ثم ولده كميل بعد أقل من شهر وكذلك ابن شقيقه نمر، بعبوات ناسفة". ولاحظ ان "أبناء جزين يقتلون بوتيرة متتالية ومتصاعدة منذ فتح معبر كفرفالوس، كأن المقصود الاصرار على عزل جزين ومنع تواصلها مع الوطن". واعتبر ان "عمليات التفجير هذه تندرج في اطار السعي الى تفريغ المنطقة ممن تبقى من أهلها". وكرر "مطالبته بانسحاب جيش لبنان الجنوبي من جزين بإشراف الصليب الأحمر الدولي أسوة بعملية تبادل الأسرى والمعتقلين، وتكليف الجيش اللبناني الموجود في جزين حفظ الأمن واصدار عفو عام عن جميع الذين اضطرتهم الظروف القاهرة في غياب الدولة الى العمل خارج اطار الشرعية". الى ذلك تمكنت بعثة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والصليب الأحمر اللبناني أمس من جمع أشلاء جثة حسين عطية الذي قضى بانفجار وقع ليل 24 تموز يوليو الماضي قرب منزل علي توبة في التخوم الشمالية الغربية لبلدة أرنون. وكان الأهالي جمعوا أشلاء لعطية قبل ثلاثة أيام، وأقيم للضحية مأتم في النبطية. وتردد ان جنوداً اسرائيليين عثروا ايضاً على أشلاء من الجثة ونقلوها الى الشريط الحدودي المحتل. ولا يزال الغموض يحيط بظروف الانفجار نظراً الى عدم تمكن القوى الأمنية اللبنانية من دخول أرنون، بسبب رفض القوات الإسرائيلية، المتمركزة في قلعة الشقيف ذلك. وأعلن "حزب الله" في بيان أمس أن عدد عمليات المقاومة خلال تموز يوليو بلغ 107 نفذ هو القسم الأكبر منها وخسر خلالها أحد عناصره. واعترفت اسرائيل بمقتل جندي وجرح 8 آخرين خلال هذه العمليات، فيما سقط ل"الجنوبي" أربعة قتلى.