شنت طائرات حربية اسرائيلية غارتين متتاليتين، في العاشرة والنصف من قبل ظهر امس، استهدفتا منطقتي عقماتا وسجد في إقليم التفاح بأربعة صواريخ جو - أرض. وأكد متحدث عسكري اسرائيلي في القدس وقوع الغارة. وقال "انها استهدفت منطقة جبل سجد في الجزء الشمالي من القطاع الشرقي للمنطقة الامنية في جنوبلبنان". وأضاف ان الطائرات عادت الى قاعدتها سالمة "بعدما وجه الطيارون ضربات مباشرة الى الاهداف". من جهة ثانية، قتل ضابط برتبة نقيب في "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لإسرائيل في هجوم نفذته "السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي" التي تحدثت في بيان عن سلسلة عمليات. وقالت ان احدى مجموعاتها هاجمت في الخامسة الا عشر دقائق فجر امس موقع حداثا بالاسلحة الرشاشة والصاروخية واشتبكت مع حاميته لمدة ثلث ساعة، فحققت اصابات مباشرة في تحصيناته ودشمه واشتعلت النار في احدى الآليات". وأشار البيان الى مهاجمة مجموعة ثانية موقع بيت ياحون القديم بالقذائف الصاروخية ما ادى الى تدمير بعض الدشم. وفي الوقت نفسه كانت قوة من سرية المدفعية تدكّ موقع برعشيت مانعة اياه من التدخل بينما كانت قوة اخرى تستهدف المواقع المهاجمة لتأمين الحماية وانزال اصابات اضافية. وفي السادسة صباحاً هاجمت مجموعة اخرى موقع سجد بالاسلحة الرشاشة والصاروخية واشتبكت مع حاميته، ما ادى الى تدمير بعض دشمه واصابة من كان في داخله. واعترفت الاذاعة الاسرائيلية واذاعة "صوت الجنوب" الناطقة باسم "الجنوبي" بالهجمات وبمقتل الضابط. وقالتا انه سقط بالقصف على موقعه في الجزء الغربي من المنطقة الامنية. وجاءت هذه العمليات غداة اعلان اسرائيل مساء اول من امس ان الجيش الاسرائيلي انهى اعمال تحصينات كبيرة لكل مواقعه في جنوبلبنان بالاسمنت المسلح وان الاعمال تمت ليلاً لتجنب نيران "حزب الله". وقال ضابط اسرائيلي ان الجنود باتوا اكثر امناً ويمكنهم ان "يتفرغوا لمهمتهم الاساسية القائمة على القضاء على الارهابيين والتقليل قدر الامكان من تعريض حياتهم للخطر". وقصفت القوات الاسرائيلية عقب العمليات عدداً كبيراً من القرى والبلدات المتاخمة والبعيدة عن خطوط التماس بنحو 40 قذيفة من عيار 155 ملم ما احدث اضراراً في عدد من المنازل خصوصاً في بلدة حداثا. من جهة ثانية، زار 33 مواطناً من اهالي الاسرى 14 معتقلاً من ابنائهم في سجن الخيام اقلتهم صباحاً حافلة للصليب الاحمر الدولي من صيدا عبر معبر كفرفالوس. وهم: ماهر حمدان وبلال نبعة شبعا وعبدالرحمن عبودي وعلي غنوه حولا ومصطفى صدقة وخنجر شعيب الخيام، سميرة شرف الدين ومحمد مهدي قازان وشقيقه علي الطيبة وقاسم عساف وعباس عطية ومحمد قائد بيه ومصطفى جواد توبة وابنه علي أرنون. وجال السفير الفرنسي في لبنان دانيال جوانو على صور وسلّم مساعدات الى مستشفاها الحكومي، وتفقد صيادي الاسماك والتقى فاعلياتها. وقال ان "على اسرائيل الانسحاب من لبنان من دون قيد او شرط وفقاً للقرار الدولي الرقم 425"، مشيراً الى ان "السلام سينتصر في النهاية ومن دونه لا تنمية ولا امن لأحد في المنطقة". وأكد "دعم بلاده وتضامن الشعب الفرنسي مع كل الذين يتألمون في جنوبلبنان". وأبدى سروره لتحرير الاسرى اللبنانيين من السجون الاسرائيلية، مشيراً الى ان "بلاده اسهمت في عملية التبادل الاخيرة بصمت"، متمنياً ان يندمج المحررون في المجتمع. وأكد انه مسرور بمعاودة الزيارات لسجن الخيام بفضل جهود الصليب الاحمر الدولي. وقال انه علم ان الاسيرة سهى بشارة قابلت والدتها "وهذا مهم جداً". الى ذلك، التقى الوزير السابق إدمون رزق امس، السفير البابوي في لبنان المونسنيور أنطونيو ماريا فلليو، وسلّمه مذكرة عن الوضع في جزين، وعرض معه تفاصيل اقتراحه الرامي الى ربط المنطقة بالامن الشرعي ووضع حد للتفجيرات الدامية فيها. وطلب منه بذل المساعي الحثيثة للحفاظ على جزين "نموذجاً حيّاً للعيش المشترك"، ملحّاً على تعيين خلف للموفد البابوي الراحل الاب سلستينو بوهيغاز. وأعلن رزق انه سيتابع تحركه لدى المراجع المعنية الداخلية والديبلوماسية، والاتصال بالمسؤولين السوريين "الذين طالما ابدوا اهتماماً وتعاطفاً مع اهالي منطقة جزين". واتصل رزق برئيس المجلس النيابي نبيه بري في شأن وضع جزين، ونقل عنه تأييده "ملء اي فراغ امني، فوراً، من جانب الجيش وقوى الامن الداخلي".