القاهرة، غزة - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - أبلغ كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى عدم جدوى الاستمرار في المحادثات المباشرة مع اسرائيل، متهماً حكومة بنيامين نتانياهو باستغلال هذه المفاوضات لإضاعة الوقت والايحاء باستمرار العملية السلمية. لكن مبعوث السلام الاوروبي الى الشرق الاوسط ميغيل انغيل موراتينوس شدد على اهمية استمرار هذه المحادثات، داعياً اسرائيل الى قبول مبادرة السلام الاميركية. وكان الرئيس ياسر عرفات أكد أمس في غزة ان خطوات السلام مع اسرائيل لا تزال متوقفة، فيما أعرب وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث عن أمله في ان تمارس الولاياتالمتحدة "ضغوطا حقيقية" على الحكومة الاسرائيلية لتحريك عملية السلام، مشيراً الى ان الفلسطينيين سيوقفون محادثاتهم مع الجانب الاسرائىلي في شأن مبادرة السلام الاميركية في غضون ايام ما لم يحدث تقدم. وفي القاهرة، التقى عريقات موسى وأبلغه أن المحادثات مع الاسرائيليين راوحت مكانها، قائلاً: "لا نستطيع القبول بالطروحات الاسرائيلية الجديدة، أنها تمثل خرقاً للاتفاقات الموقعة على المسار الفلسطيني". وقبيل اللقاء مع موسى، عقد عريقات جلسة محادثات موسعة مع المستشار السياسي للرئيس المصري الدكتور اسامة الباز، تناولت تقويم عملية السلام على المسار الفلسطيني في ضوء الخيارات المتاحة. وخلص الجانبان الى ضرورة اعلان واشنطن مبادرتها رسمياً وكشف نتائج الاتصالات التي اجرتها مع الجانبين لتبيان الطرف المسؤول عن فشل المبادرة. ويضم الوفد الفلسطيني كلاً من رئيس جهاز الأمن الوقائي في غزة العقيد محمد دحلان ومنسق شؤون المفاوضات السيد حسن عصفور. في غضون ذلك، انهى موراتينوس زيارته للقاهرة امس بتوجيه نداء الى حكومة نتانياهو طالبها فيه بالقبول بالمبادرة الاميركية. واعتبر المبعوث الاوروبي في تصريحات قبل مغادرته العاصمة المصرية، ان اضاعة الوقت ليست في مصلحة عملية السلام، مطالبا الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بالقبول بالمبادرة الاميركية في اطار صفقة تتضمن اعادة الانتشار والامور الاخرى المتعلقة بالامن. ونفى وجود اعتراض اوروبي على المبادرة المصرية - الفرنسية، مشيرا الى ان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي يبحثون حاليا في اسلوب تنفيذ هذه المبادرة. وكان موراتينوس التقى موسى والباز خلال زيارته التي استمرت يوماً واحداً. الى ذلك، أعرب عرفات في مؤتمر صحافي لدى عودته الى غزة امس بعد رحلة استغرقت 5 أيام شملت النمسا والمغرب وتركيا، عن اسفه لان الامور ما تزال مجمدة مع اسرائيل. ورحب بمطالبة لجنة القدس الدول الاسلامية درس امكان قطع علاقاتها مع اسرائيل بسبب ما وصفته بالتوسع الاسرائيلي في القدس0 وكانت لجنة القدس، وهي مجلس يضم دولا عربية واسلامية، اجتمعت في المغرب الاسبوع الماضي. ووصف عرفات هذه الدعوة بانها في "غاية الاهمية والايجابية والقوة". وصرح شعث، من جانبه، بأن جولة عرفات تهدف الى "زيادة الضغط العربي والاسلامي والدولي على اسرائيل". واعتبر ان الاسرائيليين لم يقدموا في الوقت الحالي اي شيء يقترب من المبادرة الاميركية، موضحا ان الاجتماعات بين الجانبين ستتوقف خلال ايام ما لم يقدم الاسرائيليون معجزة بقبول المبادرة الاميركية واعلان الاستعداد للانسحاب. وأشار شعث الى انه "ما لم يقدم الاسرائيليون جديدا يوضح التزامهم الحد الادنى من المبادرة الاميركية، فسيرجع فريق المفاوضات الفلسطيني الى وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت ليخبرها بانه جلس واستمع، لكنه لم يحصل على جديد من الاسرائيليين". واضاف ان الادارة الاميركية ستضطر الى ارغام اسرائيل على احترام التزاماتها. وقال: "نتمنى ان تشكل الولاياتالمتحدة اداة ضغط حقيقية على اسرائيل".