استقبل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس في غزة وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى الذي وصل الى مطار انصار من العريش بطائرة عرفات الخاصة. ولقي موسى الذي يزور غزة للمرة الثانية، استقبالاً حاراً من جانب السلطة الوطنية الفلسطينية، ومن المقرر ان يمكث ليلة في غزة، قبل ان يعود الى القاهرة اليوم. وقال عمرو موسى للصحافيين قبيل اجتماعه بعرفات حول مائدة الغداء، ان "عملية السلام والمنطقة ككل تمران في مرحلة غاية في الدقة والحساسية". واشار الى انه يحمل معه رسالة مهمة من الرئيس حسني مبارك الى عرفات. تتعلق بالمحادثات التي جرت صباح امس بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. وأضاف ان محادثات مبارك ونتانياهو تركزت على سبل انقاذ عملية السلام، ولا سيما على المسار الفلسطيني، وانه سيتبادل الآراء ووجهات النظر مع عرفات بشأن هذه المسائل جميعها، كما سيضعه في جو المحادثات التي جرت مع نتانياهو بهدف الوصول الى تحليل مشترك. ويشتمل البرنامج الذي اعد لزيارة موسى التوقيع على 14 اتفاقاً ثنائياً، بين السلطة الفلسطينية والحكومة المصرية، تتعلق بمواضيع اقتصادية وثقافية. وهذه الاتفاقات كان قد جرى التباحث حولها خلال الشهرين الماضيين في اطار اللجنة العليا المصرية - الفلسطينية التي يرأسها عن الجانب المصري، وزير الخارجية وعن الجانب الفلسطيني، وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث. ومساء امس، وقع موسى وشعث في قصر الضيافة في غزة على هذه الاتفاقات التي تهدف الى تطوير مستوى التبادل التجاري بين السلطة الفلسطينية ومصر، للتخفيف من مدى اعتماد الاقتصاد الفلسطيني على الاقتصاد الاسرائيلي. وهو هدف طالما سعى الجانب الفلسطيني الى تحقيقه، بالنظر الى القيود التي يتضمنها الاتفاق الاقتصادي الفلسطيني - الاسرائيلي وأيضاً، بسبب سياسة الاغلاق والحصار التي تمارسها اسرائيل على الاراضي الفلسطينية، وتتسبب في احداث خسائر فادحة ومرهقة للاقتصاد الفلسطيني. لكن مصادر فلسطينية مطلعة على جو المحادثات التي جرت أمس بين موسى والرئيس الفلسطيني، ذكرت ل "الحياة" ان زيارة وزير الخارجية المصري، التي كانت مقررة الشهر الماضي وتم تأجيلها الى يوم امس لها هدفان اولهما اطلاع الجانب الفلسطيني على ما تم بحثه بين الرئيس مبارك ونتانياهو في لقائهما صباح امس. وقالت المصادر في هذا الصدد، ان مصر تسعى الى وضع ثقلها الى جانب الجهود الدولية التي تبذلها الادارة الاميركية والاتحاد الاوروبي، لانجاح محادثات لندن المقبلة. وأضافت ان الرئيس المصري ابلغ نتانياهو خلال لقائهما امس في القاهرة بضرورة ان تبدي اسرائيل موقفاً مرناً تجاه الوضع المقلق بالمسار الفلسطيني، والا فان عملية السلام برمتها سوف تنهار. وأضافت ان موسى وضع عرفات في صورة هذه المحادثات، وأشارت، الى وجود تنسيق مصري - اوروبي - اميركي يهدف الى انجاح ما بات الجميع يقول انه الفرصة الاخيرة لانقاذ عملية السلام في المنطقة. وقالت المصادر ان مصر ترى بضرورة انجاح المبادرة الاميركية، وان المصريين حضوا عرفات على التعامل بايجابية مع هذه المبادرة لكسر الجمود الحالي في عملية السلام. وان من بين اهداف زيارة موسى اظهار الدعم المصري للموقف الفلسطيني في هذه المرحلة، عشية بدء المحادثات المقبلة في لندن. وان هذا هو الهدف الثاني من هذه الزيارة. وعقد المجلس التشريعي الفلسطيني جلسة انشائية في غزة مساء أمس لاتاحة الفرصة، امام موسى لالقاء خطاب سياسي امام المجلس، الذي استمع في الصباح الى تقرير اللجنة السياسية عن الوضع الراهن، كما ناقش مشروع الموازنة الذي فرضته السلطة للعام 1998، وقررت رده الى السلطة، لاجراء بعض التعديلات عليه، معطية لذلك مهلة اسبوعين. الى ذلك، قال الرئيس الفلسطيني بعيد اجتماع عقده مساء أول من أمس مع المبعوث الاوروبي الى عملية السلام ميغيل انخيل موراتينوس ان خلافات كبيرة ما تزال تفصل بين الموقفين الفلسطيني والاسرائيلي. اما موراتينوس فقال ان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة يعملان بجدية لاعطاء عملية السلام فرصة قبل لقاءات لندن، مشيراً الى انه التقى روس وسيلتقي عرفات مرة اخرى للعمل على جسر الهوة التي تفصل بين مواقف الطرفين. وذلك لضمان نجاح محادثات لندن الهادفة الى تحريك عملية السلام.