ابلغ الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الرئيس حسني مبارك بتفاصيل المحادثات المباشرة الفلسطينية - الاسرائيلية، وعبر عن تشاؤمه ازاء امكان تحقيق نتائج من خلالها، لافتاً الى ان موافقته على استئناف المحادثات المباشرة جاءت استجابة لطلب الادارة الاميركية. ودعا عرفات بعد عودته الى غزة أمس الى اجتماع للجنة المركزية لحركة "فتح" لتقويم الوضع السياسي في ضوء فشل المحادثات الأخيرة. وعقد الرئيسان مبارك وعرفات امس جلستي محادثات الاولى ثنائية والثانية موسعة حضرها من الجانب المصري وزير الخارجية السيد عمرو موسى والمستشار السياسي الدكتور اسامة الباز ومن الجانب الفلسطيني وزيرا التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث والحكم المحلي صائب عريقات. والناطق الرسمي نبيل ابو ردينة والسفير زهدي القدرة. وقال موسى إن المحادثات استمرت نحو 90 دقيقة تناولت نتائج المحادثات الفلسطينية - الاسرائيلية وان الرئيس عرفات لا يشعر بالتفاؤل حيال نتائج هذه المحادثات، لافتاً الى ان ما تطرحه اسرائيل لا يفي بالحد الادنى لمطالب الفلسطينيين. وتابع قائلاً: "الفلسطينيون كانوا يأملون ان تتقدم اسرائيل بأفكار جديدة وفقاً للمبادرة الاميركية التي يرفضها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لأسباب غير مقنعة ... والرئيس عرفات ابلغنا ان الوفد الاسرائيلي لم يحمل معه اي افكار او طروحات جديدة. وتجنب موسى الرد مباشرة على ما اذا كانت المبادرة الاميركية فشلت، وقال: "الموقف الحالي هو قبول الفلسطينيين لهذه المبادرة ورفض اسرائيل لها ... ومحاولات من الاخيرة لتغيير بنود هذه المبادرة بالنسبة الى مساحة إعادة الانتشار وأمور اخرى". وأكد تمسك الفلسطينيين بالمبادرة الاميركية ورفضهم محاولات اسرائيل الساعية لإحداث تغييرات في المبادرة، وقال: "لا أحد يشعر بالتفاؤل من نتائج المحادثات الجارية بين الفلسطينيين والاسرائيليين". لكن موسى عاد واعطى بارقة أمل لإمكان حدوث تغيير في الموقف الاسرائيلي خلال اللقاء الثالث المرتقب بين المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين، رافضاً التحدث في الخطوة الاميركية المقبلة في حال فشل هذا اللقاء. وقال "لا يمكنني التحدث نيابة عن الاميركيين لكن العالم يجب ان يعلم من الرافض للسلام". واستبعد ان تنفض الادارة الاميركية يديها من عملية السلام، مشيرا الى "تأكيد المسؤولين الاميركيين استمرار دورهم في عملية السلام ورفضهم للشروط الاسرائيلية الجديدة". وعن زيارته المرتقبة الى باريس نهاية الشهر الجاري، قال انها ستركز على تفعيل المبادرة المصرية - الفرنسية لعقد مؤتمر دولي لإنقاذ السلام، فيما نفى عزمه زيارة العراق في الشهر المقبل. واكد ان موعد القمة المرتقبة للرئيسين مبارك والأسد لم يتحدد بعد. وكرر عرفات لدى عودته الى غزة أمس من القاهرة نفيه حدوث أي تقدم في اللقاءين مع الاسرائيليين مساء أول من أمس والأحد الماضي. وأشار الى انه بحث مع الرئيس مبارك في المعوقات التي تضعها اسرائيل أمام الجهود المبذولة لانقاذ عملية السلام. الى ذلك، قال وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث ل "الحياة" لدى عودته مع عرفات الى غزة ان الهدف من زيارة الرئيس الفلسطيني للقاهرة كان وضع الرئيس مبارك والقيادة المصرية، في جو اللقاءين اللذين عقدا مع الجانب الاسرائيلي. وكشف ل "الحياة" ان وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق مردخاي اتصل بالرئيس المصري هاتفياً، خلال وجود عرفات والوفد الفلسطيني، ونقل إليه جدية الاسرائيليين في التوصل الى حلول. وقال شعث ان الحكومة الاسرائيلية "تحاول ان تبرز جواً اعلامياً يعكس حدوث تقدم وانفراج، لكن الواقع هو بخلاف ذلك". وقال السيد نبيل ابو ردينة المستشار الاعلامي للرئيس الفلسطيني ان اللقاء الذي كان مقرراً انعقاده مساء أمس، قد يكون آخر اللقاءات. متوقعاً أن تنتهي هذه المحادثات، خلال الساعات ال 24 المقبلة. وأكد ان المواقف الاسرائيلية التي طرحت، خلال اللقاءات الأخيرة، هي المواقف القديمة ذاتها. ودعا عرفات بعد ظهر أمس الى عقد اجتماع للجنة المركزية لحركة "فتح" لبحث الوضع السياسي وتقويمه في ضوء الفشل الذي انتهت اليه المحادثات الأخيرة.