استأثر فستان السهرة الأزرق الذي سلّمته مونيكا لوينسكي الى المحققين باهتمام وسائل الاعلام الأميركية أمس، خصوصاً ما يتعلق بالعثور على "بقعة واضحة" يمكن ان تؤكد على الأقل أحد العناصر المثيرة في إدعاء لوينسكي ان الرئىس بيل كلينتون اقام علاقة جنسية معها. ولم تعط انجيلا بيل الناطقة باسم المختبر الجنائي لمكتب التحقيقات الفيديرالي "اف. بي. آي" أي تفاصيل عن تحليل البقعة الذي يجريه خبراء في مقر المكتب في واشنطن، لكنها أشارت الى ان طبيعة أي بقعة على الفستان لن تُعرف قبل يوم غد الاثنين. والنتائج الأولية للتحليل لن تُعلن، وستُنقل إلى مكتب المدعي العام المستقل كينيث ستار. وأظهر استطلاع للرأي أن غالبية الأميركيين مقتنعة بوجود علاقة بين كلينتون ولوينسكي، فيما اعتبر ستار أن التحقيق دخل "مرحلة حرجة". وتسود في واشنطن توقعات بأن يلجأ مختبر "اف. بي. آي"، في حال التأكد من تلوث الفستان بسائل منوي، إلى أحدث تكنولوجيا لعزل الحمض النووي "دي. إن. أي" الذي يمكن ان تحتويه العينة، ثم مقارنة تركيبته مع العناصر الجينية لدى الرئىس كلينتون. وتتضارب التقديرات في شأن المدة التي سيتطلبها مثل هذه العملية، اذ تستغرق اسابيع بحسب بعض التقارير، فيما يؤكد خبراء أن التقنيات الحديثة التي تستخدمها مختبرات "اف. بي. آي" تسمح باجراء تحليل كامل في غضون بضعة ايام. وسيكون على كلينتون ان يقدم عينات من الدم أو اللعاب. وكان الرئيس الأميركي أعلن الجمعة الماضي انه يتطلع بفارغ الصبر الى الادلاء بشهادته في قضية علاقته الجنسية مع لوينسكي، متعهداً أن يفعل ذلك في شكلٍ "كامل وبصدق". وأُعلن أخيراً ان هيئة المحلفين الفيديرالية العليا ستتابع استجواب الرئىس في 17 آب اغسطس الجاري في البيت الابيض عبر بثٍ تلفزيوني مباشر، وان المحلفين سيتمكنون من تقديم اسئلة خطية تُنقل الى المدعين الذين يوجهون الاسئلة. وكانت مونيكا أكدت لصديقة لها أن الفستان ملوث بسائل منوي، وقالت "لن اغسلها أبداً"، بحسب مقتطفات من محادثات هاتفية سُجّلت من دون علمها، ونشرتها مجلة "نيوزويك" الأسبوعية. وكان تسليمها الفستان للمدعي المستقل ستار أحد شروطه لمنحها الحصانة الكاملة في مقابل الادلاء بشهادتها. وغادر كلينتون ترافقه زوجته هيلاري، أجواء واشنطن المحمومة أمس متوجهاً إلى ضاحية هامبتون قرب نيويورك لقضاء عطلة نهاية الأسبوع للراحة ولجمع الأموال للحزب الديموقراطي في ولاية نيويورك. وسيمضي الرئيس الاجازة في منزل المخرج السينمائي ستيفن سبيلبرغ، وسيرعى الممثل أليك بالدوين احدى حفلات التبرع. وأعلن ستار أول من أمس أنه سيأخذ اجازة موقتة، من دون راتب، من مكتب المحاماة الذي كان يرتبط بعلاقات مهنية معه، وأنه سيعمل بدوام كامل لاستكمال التحقيق في قضية لوينسكي. وقال إن التحقيق بلغ "مرحلة حرجة"، موضحاً أن لمسؤولياته بوصفه مدعياً مستقلاً "الأولوية" وأنه سيستأنف نشاطاته كمحامٍ "فور تمكنه من ذلك". وكان ستار محامياً في مكتب "كيركلاند واليس" في شيكاغو، الذي يدافع خصوصاً عن مصالح لوبي مصانع السجائر المعادي للرئيس كلينتون. وكان يتقاضى، بحسب بعض المصادر، مليون دولار سنوياً بدل اتعاب. وانفق ستار 40 مليون دولار على التحقيقات المستمرة منذ ثلاث سنوات، والتي بدأت بقضية "وايتووتر" المتعلقة باستثمارات عقارية أواخر السبعينات في اركنسو، عندما كان كلينتون حاكماً لهذه الولاية. وأظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته شبكة "آي. بي. سي" التلفزيونية ان 68 في المئة من الأميركيين، مقابل 58 في المئة في كانون الثاني يناير الماضي، واثقون من ان كلينتون كان على علاقة بلوينسكي. وأعرب 66 في المئة عن استيائهم من موقفه، لكنهم اعتبروا أن لا علاقة لذلك بأداء وظائفه الرسمية. ونسبة مؤيدي الرئيس لا تزال في كل الاستطلاعات أكثر من 64 في المئة. في تطور آخر، استأنفت بولا جونز اول من امس قرار القاضي الذي أمر مطلع نيسان ابريل الماضي بحفظ دعوى التحرش الجنسي التي رفعتها ضد كلينتون. وأوضحت منظمة "روذرفورد انستيتيوت" التي تمول الدفاع عن بولا جونز، أن الاستئناف قُدم الى محكمة الاستئناف في سانت لويس في ولاية ميسوري. وكانت القاضية الفيديرالية سوزان ويبر قررت حفظ القضية معتبرة انه حتى لو تصرف كلينتون كما تؤكد بولا جونز فإن الأخيرة لم تُظهر انها تعرضت لأي أذى في حياتها العامة أو في حياتها المهنية. وتتهم بولا جونز كلينتون بأنه استدعاها عام 1991 إلى غرفة في فندق في ليتل روك عندما كان حاكماً لولاية اركنسو، وطلب منها أشياء منافية للآداب.