عودة المسافر ميتاً ذهبتَ الى الدرب الطويل وعدت، تجرُّ الخطى اذ ان النخيل توارى والليل ادلهمّ فعدت قبل الوصول يدك فارغة ومشوارك لم يكتمل. تعالَ الى الذكرى كلُّ وهم علّقوه وابتنوا بيتاً في الفراغ دربك فيه طويل ان سرت الى الشباك حافياً دونما وهمٍ ولا قصد. لقد جروك الى الشاطئ يداك قطَّعتا بسكينٍ وحلمُك مضروبٌ بفأسٍ كنتَ وحيداً على الرملِ يلطمُكَ الموجُ على الجبهة يبصرُ الغرابُ بعينيكَ والدودُ ينامُ ببطنك. بقايا من الذكرى حينما كانت الدربُ درباً أشجارها تميدُ والطيرُ يمرُّ عفّ الزمان عنها وضاعت الذكرى كصورةٍ تبدو خلف السراب تنادي، رافعة يديها كلّما ضاعَ موجٌ تلاشت غير انها تكرُّ كذكرى... عما قريب، حينما تشرق الشمس يمحوها الظلام. العودة الى الدنيا كنتُ أعيش الحياة تائهاً في الليل أحلمُ كطيرٍ وعندما تشرقُ الشمسُ أحلّق عالياً ولا أحطُّ، ناسياً مكاني مُصغياً للذكريات، ساحباً وهمي ورائي. كنتُ أنسى زماني كثيراً وأُنسى غير ان الرنين يوقظني فأحبو على الدرب عائداً الى الدنيا.