بيروت - "الحياة" - نبّه كل من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ورئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام محمد مهدي شمس الدين الى دقة الظروف التي يمر بها لبنان. وفيما تمنى قباني "وقف السجال السياسي الدائر فوراً" فإن الشيخ شمس الدين اعتبر ان "الوحدة الوطنية شرط لمناعة اللبنانيين في مواجهة مشاريع اسرائيل". وقال قباني من المقرر ان ينتقل اليوم الى دمشق للقاء نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام في حديث امس: "فوجئنا بسجال غير متوقع لا في الشكل ولا في المضمون". وتمنى "وقف هذا السجال فوراً نظراً لدقة الظرف في مواجهة المخطط الاسرائيلي وفي مواجهة الاستحقاقات الداخلية". وأبرق قباني الى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز مهنئاً اياه بنجاح العملية الجراحية التي اجريت له داعياً له بالشفاء التام لمتابعة المسيرة الاسلامية الانسانية. من جهته، استغرب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام محمد مهدي شمس الدين "كيف تطرح قضية جزين من وقت الى آخر من منطلق مسيحي وطائفي". واعتبر ان "هذا الامر خطأ في الفهم والادارة فأمن جزين هو امن كل بلدة لبنانية سواء كان سكانها مسلمين او مسيحيين". وتساءل "لماذا لا تكون اسرائيل من يضع الالغام فهي تأخذ رهينة بيدها لتساوم الدولة والمجتمع عليها، في حين يعتبر بعض الاوساط ان ما يجري في جزين مسؤولية الدولة والمقاومة، وكأن اسرائيل خارج القضية نهائياً". وطالب الدولة وقوى المجتمع العمل على عودة اهالي جزين اليها، مؤكداً ان "مسؤولية سلامة المواطن المسلم في رأس اولويات المسيحيين وأن مسؤولية سلامة المواطن المسيحي في رأس اولويات المواطن المسلم وان كل واحد منا وكل جماعة هي شرط لوجود الآخر في السلامة والكرامة والمستقبل". وأضاف "لبنان يمر في مرحلة دقيقة وحرجة بالنسبة الى المخطط الاسرائيلي، وكذلك بالنسبة الى اوضاعه الداخلية الامنية والمستقبلية، وهذا كله يقتضي من قياداته الروحية والسياسية والفكرية درجة من استشعار المسؤولية في القول والعمل والحرص على كل ما يؤدي الى ترسيخ الوحدة الوطنية". وأكد "الحرص على الوحدة الوطنية التي هي شرط لمناعة اللبنانيين في مواجهة اسرائيل ومشاريعها" معتبراً ان "وحدة اللبنانيين شرط لسلامتهم". وعلق، خلال استقباله وفوداً شعبية، على موضوع احداث أفغانستان. ودعا القوى الافغانية المتصارعة الى العودة الى طاولة المفاوضات. وأشار الى موضوع البعثة الايرانية، وقال ان "الاسلام اعطى حرمة مطلقة للسفراء والرسل حتى لو كانوا غير مسلمين ومحاربين، ولكن البعثة الايرانية في أفغانستان في خطر وهناك من يتحدث عن انهم مفقودون". وأعلن تضامنه مع إيران بشأن بعثتها، داعياً الى "عدم الوقوع في حرج داخل العالم السلامي او بالنسبة لسمعة المسلمين في الدول الاجنبية". الى ذلك، رفض امين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي، المقدم شريف فياض سياسة رئيس الحكومة رفيق الحريري "في الكثير من المسائل خصوصاً في اعتباره الدولة شركة يدير مجلس ادارتها ويتحكم بمفاصلها". واعتبر ان "استحقاق رئاسة الجمهورية سيكون مفاجأة الساعة الاخيرة".