ارتفعت مبيعات السيارات السياحية الجديدة في المغرب بنسبة 20 في المئة في النصف الأول من السنة الجارية مسجلة بذلك نمواً متواصلاً للعام الثالث على التوالي. وكانت المبيعات زادت 23 في المئة في الأشهر الخمسة الأولى من السنة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، وبلغت 10059 وحدة من مختلف الطرازات. وحققت السيارات المصنعة محلياً وهي من طراز "فيات - أونو" و"فيات - سينا" نمواً فاق 25 في المئة بعدما سجلت تراجعاً العام الماضي. وجاء في تقرير للكونفيديرالية العامة للمقاولات المغربية ان السيارات الفرنسية استعادت ريادتها في السوق المحلية بعدما حققت مبيعات طرازات "بيجو" نمواً بلغ 224 في المئة بفضل موديلات 306 و406. وزادت "رينو" 79 في المئة، فيما حافظت "فورد" الأميركية على توسعها في السوق المغربية ونمت ب 511 في المئة محتلة بذلك المرتبة الرابعة في حجم المبيعات خلف "تويوتا" التي تراجعت من المرتبة الأولى الى الثالثة وتراجعت مبيعاتها من 918 إلى 671 وحدة بانخفاض قدره 27 في المئة. وحافظت السيارات الألمانية على المرتبة الخامسة، وبلغت مبيعات "فولسفاكن" 554 وحدة وهي النسبة نفسها التي حققتها "هوندا" المصنفة ضمن السيارات الفاخرة. من جهته، قال المركز المغربي للظرفية ان قطاع تركيب السيارات في المغرب يوظف نحو عشرة الاف شخص ويحقق حجم مبيعات يفوق 550 مليون دولار منها 120 مليونا للتصدير. وأشار تقرير للمركز الى ان الطلب على السيارات الخصوصية انتقل من 20 ألف سيارة الى 40 ألفاً سنوياً منها 10 الاف مركبة محلياً. وينتظر ان يتضاعف العدد مطلع القرن المقبل، بعد دخول طرازات "دايوو" مرحلة التصنيع في المغرب. وتنوي "دايوو" التي أقامت مصنعاً في منطقة النواصر جنوبالدار البيضاء بكلفة 400 مليون دولار انتاج نحو مئة ألف وحدة جديدة سنوياً 50 في المئة منها موجهة الى السوق المحلية، ونحو 25 في المئة الى أسواق شمال افريقيا خصوصاً ليبيا التي بدأت منذ فترة استخدام سيارات "فيات" المصنعة في المغرب. وكانت مبيعات السيارات بلغت 30 ألف وحدة عام 1997 بزيادة نسبتها 20 في المئة عن العام السابق. ويشكل قطاع السيارات أهم القطاعات التي تحقق نمواً متوسطاً يفوق 20 في المئة، وهو مرشح لمنافسة شرسة بين "فيات" التي استثمرت أخيراً 22 مليون دولار لتوسيع انتاجها في مصانع صوماكا في الدار البيضاء وبين "دايوو" التي تدخل السوق المغربية بقوة مستندة في ذلك على موديلاتها التي حققت نجاحاً محلياً مثل "لانوس". ويقول محللون ان سوق السيارات في المغرب ستفوق بليون دولار مطلع العقد المقبل بعد دخول المشاريع الجديدة حيز التنفيذ إذ يتوقع ان تبلغ مبيعات السيارات الجديدة نحو مئة ألف وحدة سنوياً. ويعتقد المحللون ان ارتفاع حجم التصنيع وتوسع السوق سيرافقه انخفاض في الأسعار نتيجة تطبيق اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وبروتوكوت المنظمة العالمية للتجارة سنة 2003. وكانت أسعار السيارات انخفضت في المغرب ضمن منافسة الشركات على تعديل الاثمان، كما ساهم بيع الحكومة لنحو 13600 سيارة تابعة للدولة في خفض أسعار السيارات المستعملة، وهو اجراء هدفت الحكومة منه الى توفير نحو 50 مليون دولار من النفقات. يذكر ان عدد السيارات في المغرب يقل عن مليوني وحدة بمعدل سيارة لكل أربع عائلات. وتتركز أكبر نسبة من السيارات في المنطقة الممتدة بين القنيطرةوالدار البيضاء، ويتجه المستهلكون عموماً الى السيارات التي تراوح أسعارها بين 10 آلاف و16 ألف دولار وهي الطرازات التي تركز عليها حالياً شركات تسويق السيارات.