اتهمت الولاياتالمتحدة الاسبوع الماضي «شبكة حقاني» التابعة لحركة «طالبان» باستهداف السفارة الأميكية ومقر قيادة قوات الاطلسي (ناتو) في كابول، والذي شكّل أكبر ضربة أمنية تتلقاها السفارة الأميركية في أفغانستان منذ غزو البلاد نهاية عام 2001. وأعقب ذلك تهديدات من كبار المسؤولين الاميركيين بإمكان تصعيد العمليات ضد الشبكة في الأراضي الباكستانية، مع حديث واشنطن عن امتلاكها «أدلة» على علاقة إسلام آباد وجيشها بالشبكة. لكن زعيم الشبكة سراج الدين حقاني صرح بأنه «لا يستطيع الادعاء بتنفيذ مقاتليه العملية»، نافياً اتخاذ شبكته باكستان مقراً لها ووجود مخابئ او ملاجئ لها في منطقة القبائل الباكستانية. واندرج ذلك ضمن محاولة حقاني رد جميل الجيش الباكستاني في عدم مهاجمة الشبكة في اقليم شمال وزيرستان، وايضاً تجنيب باكستان غارات اميركية اضافية على مناطق القبائل. ويعود السبب في رفض الجيش الباكستاني مهاجمة «شبكة حقاني» الى أن قبائل شمال وزيرستان لها امتدادات في مناطق خوست وغارديز وجاجي الأفغانية المجاورة لها، ما يسمح لها في حال تعرضها لهجوم بطلب امدادات من أبنائها في الأراضي الأفغانية، كما لم تعمل هذه القبائل حتى الآن على إثارة المشاكل أو قتال الجيش والحكومة الباكستانية. يضاف الى ذلك واقع ان سراج الدين اقنع، بتوجيهات من والده الشيخ جلال الدين حقاني الذي اعتبر احد أوائل العلماء الذين رفعوا السلاح في وجه الحكومة الشيوعية والاحتلال السوفياتي لأفغانستان في السبعينات والثمانينات من القرن العشرين، بعض فصائل «طالبان باكستان» بعدم قتال الجيش الباكستاني أو إثارة اضطرابات في باكستان لتفادي الاساءة الى «طالبان» الأفغانية، كما تدخل لوقف الاقتتال الطائفي السني الشيعي في مديرية كرام القبلية الباكستانية، وإنهاه برضى الطرفين ما زاد تقدير السلطات الباكستانية والقبائل المحلية له. وفيما تحدث الرئيس الأفغاني حميد كارزاي ووسائل إعلام مرات عن بذل باكستان جهوداً للتقريب بين سراج الدين وكابول، واعلان وسائل إعلام غربية انفصال الشبكة عن «طالبان» وعدم خضوعها لقيادة زعيم الحركة الملا محمد عمر، أكد سراج الدين أنه لن يشارك في محادثات سلام الا اذا وافقت «طالبان» عليها، ما يؤكد انه لن يخالف قيادة الحركة. وكشف زعيم جماعة دينية باكستانية موالية ل «طالبان» ل «الحياة» ان عضوين في مجلس شورى «طالبان» قصداه لمحاولة استمالته مع الشيخ جلال الدين حقاني للعمل على عزل الملا محمد عمر من منصب أمير المؤمنين في قيادة «طالبان»، وإنشاء قيادة جديدة للحركة تعمل على وقف إطلاق النار والمصالحة الوطنية وإنهاء الصراع في أفغانستان. واشار هذا الزعيم الى ان أحد عضوي مجلس الشورى عرض على جلال الدين حقاني أن ينتخبه مجلس علماء «طالبان» أميراً للمؤمنين، لكن المفاجأة تمثلت في تأكدي الاخير انه بايع الملا عمر أميراً للمؤمنين، ولن ينكث بذلك طالما أن الملا عمر لم يبدل دينه أو لم يعجز لسبب صحي عن أداء مهمته، ثم أقنعهما بالعودة عن مسعاهما والاعتذار من الملا عمر على ما سعيا إليه.