احدث الاعلان عن عقد ديبلوماسيين اميركيين لقاءات مع معارضين مصريين من تيارات مختلفة ردود فعل واسعة. وكانت لقاءات الديبلوماسيين الاميركيين شملت الاسلاميين الذين يعتقد ان لهم صلة بالجماعات الدينية التي تعتمد العنف، اذ اكد المحامي المصري البارز منتصر الزيات ان ديبلوماسياً في السفارة الاميركية في القاهرة التقاه اخيراً وطرح عليه اسئلة عن ردود الفعل المحتملة من جانب "الجماعات الاسلامية" التي تعتمد العنف تجاه السياسات الاميركية في المنطقة. وأوضح الزيات ان اللقاء تم في مكتبه بناء على طلب الديبلوماسي. وعلى رغم ان الزيات ابلغ الديبلوماسي الاميركي انه اعتزل العمل العام قبل نحو شهرين الا انه اصرّ على عقد اللقاء وسماع الاجوبة عن تساؤلاته. وتعد هذه المرة الأولى التي يعلن فيها عن لقاء بين ديبلوماسي اميركي وأحد الاسلاميين القريبين الى الجماعات المتطرفة. وكان الزيات اعلن اعتزاله العمل العام في كانون الثاني يناير الماضي احتجاجاً على عدم تجاوب قادة "الجماعة الاسلامية" المقيمين في الخارج مع مبادرة سلمية اطلقها القادة التاريخيون للتنظيم في تموز يوليو الماضي لوقف العنف من جانب واحد. وقال الزيات لپ"الحياة" ان اسئلة الديبلوماسي الاميركي ركزت على "الجبهة الاسلامية" التي اعلن عن تأسيسها اخيراً وضمت اسامة بن لادن و"الجماعة الاسلامية" وجماعة "الجهاد" المصريتين، إضافة الى جماعتين اسلاميتين من باكستان وأخرى من بنغلادش، وهل لتأسيس "الجبهة" علاقة بالموقف الاميركي من الازمة مع العراق. كما سأل الديبلوماسي الاميركي عن الأوضاع داخل الجماعات الاسلامية وموقفها من مبادرة وقف العنف، وما تردد عن وجود خلافات بين اقطابها. وأوضح الزيات: "قلت له ان الغضب الذي تفجر في الاوساط الشعبية العربية الاسلامية تجاه السياسات الاميركية وصل الى حد لا يمكن معه استبعاد عمليات ضد اهداف اميركية، من جانب الاسلاميين او غيرهم، خصوصاً ان الحكومات العربية او الاسلامية لم تستطع ان تمنع الشعوب من التعبير عن مشاعرها اثناء الازمة، فخرجت التظاهرات في كل مكان من دون ان تتعرض لمقاومة من الشرطة". وأضاف: "اعربت له عن اعتقادي بأن تأسيس الجبهة الاسلامية يصعّب مهمة رصد العناصر التي يمكن ان تنفذ عمليات نظراً الى كون مؤسسيها ينتمون الى دول عدة". وذكر انه ابلغ الديبلوماسي الاميركي ان الاسلاميين العرب "يرفضون اي تعاون مع اي دولة اجنبية تحت زعم حمايتهم او مساندتهم ضد حكوماتهم". وتابع: "شعرت ان تأسيس الجبهة الاسلامية أربك الاميركيين الى درجة كبيرة، وحرصت على عدم الحديث عن الأوضاع الداخلية للجماعات، لكنه الديبلوماسي اصرّ على معرفة اسباب اعتزالي، فأبلغته انني اتخذت القرار بعدما وجدت نفسي غير قادر على اقناع قادة الجماعة الاسلامية في الخارج باصدار قرار نهائي بوقف العمليات" المسلحة في مصر.