اعتبر وزير سوداني أن الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف ايغاد التي ترعى المفاوضات بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة العقيد جون قرنق "لن تستطيع حل مشكلة الجنوب". وقال إن "الحوار بالوكالة بين الحكومة والحركة عبر وسطاء ايغاد لم يعد وسيلة ناجحة للوصول إلى السلام"، مشيراً إلى أن "الحوار المباشر هو الأسلم والأقرب إلى حل المشكلة ووقف الاقتتال" الدائر منذ 1983. وأكد وزير العلاقات الاتحادية السوداني عضو الوفد الحكومي إلى مفاوضات أديس ابابا التي جرت الأسبوع الماضي مع الحركة السيد أحمد إبراهيم الطاهر أن حكومته شاركت في مفاوضات اديس ابابا "لتحقيق أهداف شتى منها استمرار الحوار مع الحركة، تمهيداً لحوار مباشر وفتح حوارات جانبية مع أعضاء حركة التمرد خارج إطار المحادثات الرسمية واجراء حوارات ثنائية مع اثيوبيا التي استضافت المحادثات واستقلال المنبر الاعلامي الذي توفره المفاوضات لعكس اطروحات الحكومة الداعية إلى السلام والحل السلمي". وأشار إلى أن الوفد الحكومي أجرى لقاءات مع كل من رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي ووزير خارجيته سيوم مسفين والأمين العام لمنظمة الوحدة الافريقية سالم أحمد سالم ووزراء خارجية الدول الاعضاء في "ايغاد". وأضاف الطاهر في تنوير أقامه أمس مجلس تنسيق الولاياتالجنوبية لشاغلي الوظائف الدستورية والقيادات الاتحادية والاقليمية من جنوب السودان، ان الخرطوم "سعت خلال المفاوضات إلى وقف الحرب الدائرة لأسباب سياسية وإنسانية وليس لضعف عسكري"، موضحاً ان "الحرب لم يعد لها ما يبررها بعد أن وفرت الخرطوم للمعارضين كل مطالبهم وعلى رأسها حق تقرير المصير". وزاد ان "ضحايا الجوع والمرض والفاقة باتوا يتزايدون يوماً بعد يوم بصورة تدعو للحزن والأسى وتجعل توصيل الغذاء والدواء واجباً إنسانياً مقدماً على أي مطالب سياسية أخرى". وكان مساعد رئيس الجمهورية رئيس مجلس الجنوب الدكتور رياك مشار تحدث في بداية التنوير، مؤكداً أن مفاوضات أديس ابابا لم تفشل وان "هناك الكثير من الايجابيات التي تحققت أهمها الدعم الدولي الذي وجدته المفاوضات والضغط الذي واجهته حركة التمرد حتى وافقت على وقف جزئي لاطلاق النار".