قال رئيس الجمهورية اللبنانية الياس الهراوي امس انه سيعود قريباً الى حوش الامراء مسقطه قرب زحلة، في تأكيد جديد منه انه يرفض تمديداً ثانياً او تجديداً لولايته. ويأتي هذا التأكيد وسط استمرار التجاذبات والسجالات السياسية المرتبطة في شكل او آخر بالانتخابات الرئاسية الخريف المقبل. ومن المتوقع ان تكون للهراوي مواقف من التطورات الداخلية والاقليمية في خطاب يلقيه اليوم في المدرسة الحربية في الفياضية لمناسبة عيد الجيش. وكان اكد، خلال رعايته تدشين مركز الخدمات الانمائية في حوش الامراء ان "بناء الدولة يحرر المواطن، فتكون راعية للجميع". وأضاف "بتحسين المستوى المعيشي والاجتماعي تتعزز وحدتنا الوطنية وبتطوير النمو الاقتصادي يقوى الوطن كله ونحن نأبى ان نسلّم الشباب وطناً اضيق من طموحاتهم". وحيّا الجيش في عيده، ضباطاً وجنوداً، قائلاً لهم "موعدنا معكم هناك، في الجنوب والبقاع الغربي لتثبيت السيادة الوطنية حتى آخر شبر من حدودنا المعترف بها دولياً". وأضاف ان "شرف المسؤولية العامة يقضي في هذه المرحلة الدقيقة بأن نلتزم العمل على استكمال بناء المواطن. فنحن اوقفنا الحرب ضد المواطن والوطن لنخوض الحرب من اجلهما. انها حرب الانماء المتوازن". واعتبر ان "شرف المسؤولية العامة يقضي ايضاً ان نلتزم بالمقدار نفسه العمل على استكمال تحرير الجنوب والبقاع الغربي فنحن لا نعطي الاستسلام ولا نستعطي السلام. نحن وسورية الشقيقة نمشي معاً مشي الكبار الى استرداد الارض والكرامة فهذا هو السلام العادل والشامل". وقال "قريباً سأعود الى حوش الامراء. ويجب ان افكر جدياً ان رعاية المزارعين والعمال والطلاب والمعلمين والفنانين وكل مواطن ومواطنة هي حق، ومهما قدمت الدولة لا تستطيع ان تفي بما عليها اذا كانت المبادرة الاهلية لا تتكامل مع عمل الدولة". ودعا الى "اتاحة الفرص العادلة امام كل المجتمع وأمام كل مواطن"، منوهاً بما تحقق في زحلة والبقاع من مشاريع "كجزء من برنامج متكامل لكل المناطق على حد سواء". الحص الى ذلك، رأى رئيس الحكومة السابق النائب سليم الحص ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري في رده على بيان "اللقاء الوطني" "اثبت عملياً ما حاول ان ينفيه، لأنه بإعلانه دفن صيغة ترويكا الحكم قبل نهاية العام الماضي، يعني ان هذه البدعة كانت قائمة طوال السنوات السابقة، وبيان اللقاء يتحدث عن كل المرحلة السابقة لا عن السنة الاخيرة فحسب". وأضاف "ثم ان القول ان بدعة ترويكا الحكم لم تعد موجودة منذ اقل من سنة ليس دقيقاً، بدليل ان رئيس الجمهورية شبّه الحكم بأفعى ذات ثلاثة رؤوس وقال ان حكم الرؤوس الثلاثة لا يستقيم، مقترحاً اعتماد النظام الرئاسي، وكذلك بدليل ان رئيس الحكومة طالب بعقلية جديدة في الحكومة المقبلة فاعتبر رئيس المجلس نفسه مستهدفاً بهذا القول فرد عليه". وعن التجاذبات الناشبة بين اهل الحكم، قال الحص انها "ليست كافية للاستدلال الى انتفاء وجود صيغة ترويكا الحكم، فنحن كنا ولا نزال نشكو ليس من اتفاق اركان ترويكا الحكم فحسب وانما ايضاً من خلافاتهم. اما القول ان "اللقاء الوطني" ترويكا مزدوجة فلا معنى عملياً له ما دام في واقع الحال لا يمارس سلطة، والقول انه حاول التعميم والتعمية بعدم حصر المسؤوليات نرد عليه بأن اعضاء اللقاء لم يقصروا يوماً في توجيه الاسئلة والاستجوابات الى الحكومة في قضايا محددة وهم في انتظار عقد جلسة نيابية للاستجوابات". وقدر لرئيس المجلس احترامه المعارضة، معتبراً ان "ما اورده بيان اللقاء ان اركان ترويكا الحكم مسؤولون عن سلبيات المرحلة السابقة منفردين ومجتمعين، متكافلين ومتضامنين، يبقى صحيحاً". حمادة وشدد النائب مروان حمادة على ان اللاءات التي طرحها رئيس الحكومة رفيق الحريري بالنسبة الى العهد المقبل لا تساهل على حساب القانون ولا تجاوز او تساهل لدور المؤسسات ولا هيمنة "قابلة للتحقيق خصوصاً اذا بقي على رأس الحكومة وبقي الى جانبه من يساجلهم ويساجلونه في الوقت الحاضر". وأضاف "لا يجوز ان يمر الاستحقاق الرئاسي من دون ان يحدث صدمة وتغييراً". ورأى ان الحريري "صادق في ما قاله انه لن يستمر اذ بقيت العقلية السائدة" مشدداً على "ضرورة تغيير هذه العقلية في الحكم والنهج". وثمّن الدور والانجازات التي قام بها قائد الجيش العماد إميل لحود اذ "حدد الحليف والعدو ووحّد الجيش"، لافتاً الى اللبنانيين "يحق لهم ان يقيموا للجيش عيداً حقيقياً لأنه اصبح قدوة في ما يجب ان تنقل اليه الاحوال". وعن الكلام على وجوب عدم وصول العسكر الى الحكم، قال "من الظلم ان نوجه الى إميل لحود مثل هذه التهمة المسبقة، وأعتقد انه سيكون احرص ربما من الآخرين على عدم الخلط بين الشأنين العسكري والسياسي، وهو ابن مدرسة عرفت كيف تتفادى الاخطاء التي وقعت فيها سابقاً القيادات الشهابية في الستينات". وشدد على ان اللبنانيين يتطلعون الى الزيارة المرتقبة للرئيس حافظ الاسد الى لبنان ويرون فيها تأكيداً لمحطة تاريخية بالنسبة الى معانيها".