أجريت للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي امس عملية جراحية "ناجحة" لمعالجة كسر في فخذه الأيسر. وأعرب القذافي في مؤتمر صحافي قبل خضوعه للجراحة، عن استعداده للموت قائلاً: "اذا متنا فنحن قديسون واذا عشنا فمحاربون وثوار". وأفادت "وكالة الجماهيرية للانباء" الليبية ان الجراحة نجحت في "ارجاع - الكسر في عظمة الفخذ اليسرى - الذي تعرض القذافي له عقب لقائه رؤساء الدول والوفود المشاركين في الاحتفال الديني بذكرى المولد النبوي الشريف". وتوجه الزعيم الليبي الى ضيوفه ليعلن لهم وقوع الحادث "اثناء ممارسته للتمرينات الرياضية اليومية المعتادة" وذلك في مقر اقامة المسؤولين الافارقة المشاركين في لاحتفال بذكرى المولد النبوي في مدينة البيضاء على مسافة 1200 كلم شرق طرابلس. ولم تقم الصلاة التي كان مفترضاً ان يؤمّها القذافي في المناسبة مساء اول من امس. وابلغ القذافي ضيوفه: "حرصت على لقائكم حتى لا تفسر اصابتي بتفسيرات اخرى. فمنذ نحو ثلاثة اسابيع تحدثوا عن محاولة اغتيال مزعومة وحتى لا يتكرر ذلك فأنا امامكم". واعرب عن امله في "ألا يؤثر هذا الحدث العارض على اللقاء التاريخي الذي تشهده ليبيا لمناسبة المولد النبوي الشريف". وشكر القذافي في مؤتمر صحافي الرؤساء الافارقة الذين "تحملوا مشقة السفر الى ليبيا في هذه الظروف الصعبة". وخاطبهم قائلاً: "أنتم في بلدكم وبين أهلكم، وكل واحد فيكم رئيس لهذا البلد". وأعرب عن تفهمه "لظروف القادة الآخرين ممن لم يتمكنوا من الحضور". وتابع القذافي مخاطباً الصحافيين: "اختلقتم قبل اسابيع تعرضي لهجوم … انا الآن أمامكم وهناك كسر حقيقي في رجلي … ليس هناك ما نخفيه فنحن نخوض معركة ضد قوى الشر والامبريالية ونتعرض لحرب من اميركا والصهيونية واعداء الشعوب الاسلامية". وتطرق الى الغارة الاميركية على مدينتي طرابلسوبنغازي في 1986. وقال: "هاجمونا بنحو 32 طائرة تدعمها 170 طائرة اخرى ولم يتمكنوا من تحقيق هدفهم. فالموت له ميعاد ونحن ننتظره". ولم يتطرق القذافي الى وصول رئيسي تشاد ادريس دبي والنيجر ابراهيم مينا سارا الى ليبيا على متن طائرتين خرقتا الحظر الجوي المفروض على ليبيا، لكنه اعرب عن ثقته في "قدرة افريقيا على مواجهة التحديات". وأحاط بالقذافي أقاربه ومنهم أحمد قذاف الدم المنسق السابق للعلاقات مع مصر مرتدياً بذلة عسكرية، والفتيات المكلفات حراسته. كما عاد القذافي اعضاء في القيادة التاريخية الليبية من بينهم الرائد عبدالسلام جلود في أول ظهور علني له منذ فترة طويلة، وامناء اللجان الشعبية العامة الوزراء. وغادر القذافي مدينة البيضاء الواقعة في منطقة الجبل الاخضر قرب بنغازي الى طرابلس صباح امس على متن طائرة اسعاف ل "يتمكن من استكمال علاجه" الذي ينتظر ان يستمر شهراً وفقاً لأقوال الطبيب المعالج الذي اجرى العملية الجراحية. وجاء الاعلان عن اصابة القذافي بصورة مفاجئة مساء اول من امس، اذ التقت امينة اللجنة الشعبية للاعلام وزيرة فوزية شلابي الصحافيين في احد قصور الرئاسة في منطقة البيضاء. وأفادت ان القذافي اصيب خلال ادائه التمارين الرياضية، وانتقدت في شدة وسائل الاعلام الغربية التي "تزيّف المعلومات عن ليبيا وزعيمها". وكان توافد على قصر الرئاسة المشيّد على ربوة مرتفعة مساء اول من امس رؤساء تشاد والسنغال والنيجر ومالي وغامبيا وسيراليون ورؤساء وفود مصر والجزائر وجزر القمر واليمن ونيجيريا في انتظار وصول القذافي ليؤم الصلاة. وقال رئيس وفد مصر الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي والبحث العلمي: "لم نتبلغ إصابة الاخ القذافي الا بعد حضورنا الى قصر الرئاسة. وابلغنا امين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي وزير الخارجية عمر المنتصر ذلك خلال انتظارنا اللقاء مع القذافي في احدى القاعات الجانبية". وفي القاهرة "الحياة" اعلن امس ان الرئيس حسني مبارك اجرى اتصالاً هاتفياً مع العقيد القذافي وهنّأه بنجاح الجراحة التي خضع لها. واعرب عن تمنياته له بالشفاء العاجل. كما اتصل الرئيس ياسر عرفات بالزعيم الليبي مهنئاً بنجاح العملية.