دعا ولي العهد الكويتي الشيخ سعد العبدالله الصباح النواب الى عدم التهجّم على رؤساء الدول العربية وقادتها أياً كانت مواقفهم خلال ازمة الاحتلال العراقي للكويت. وقال ان "ليس في مصلحة الكويت اطلاق مثل هذه العبارات". وجاء موقف الشيخ سعد، رداً على انتقادات حادة وجهها عضو مجلس الامة البرلمان مسلم البراك امس الى الملك حسين اثناء المناقشة البرلمانية لموازنة الصندوق الكويتي للتنمية العربية، الذي كان قدم قروضاً إلى الاردن ودول عربية اخرى ساندت العراق خلال الاحتلال ومنها السودان. وقال الشيخ سعد: "تابعت بكثير من عدم الرضا حديث النائب مسلم البراك، وان كنت اشعر كمواطن كويتي بالألم الذي يشعر به كل مواطن نتيجة لموقف الأردن وصمته قبل العدوان العراقي، وهو يعرف النتيجة، وبعد العدوان. ولكن لي الحق لأني رئيس الحكومة في ان أدعو النواب الى الحرص على ان نختار العبارات التي ليس فيها مساس بأي شخصية عربية بصرف النظر عن مواقفها سواء في الماضي او الحاضر". ورأى الشيخ سعد انه اذا كان النواب معترضين على صرف مبالغ معينة فإن "في امكان المجلس تعديل القانون الخاص بصندوق التنمية وعدم المساس بشخصية هذا او ذلك". وتابع: "اذا كنا نرفض لأي جهة المساس بصاحب السمو أمير الكويت فإنهم ايضاً لا يرضون المساس بهذه الشخصية، وعلينا ان نترفّع عن استخدام تلك العبارات". وأكد ان "موقف الأردن لا يمكن ان ننساه ولكن علينا ان نترفّع عن المساس بالشخصيات العربية حتى وان كانت لها مواقف لا تتماشى مع مصلحة الكويت، لأن هذا الاسلوب أثبت فشله". وزاد: "قد لا نكون مرتاحين وراضين وقد نكون متألمين من بعض المواقف ولكن ليس من عادة الشعب الكويتي المساس بأي شخصية عربية". ولوحظ ان الشيخ سعد، مع رفضه الإساءة الى العاهل الاردني، سجّل استمرار تحفظه عن السياسة الاردنية خلال ازمة الاحتلال، بل اعتبر ان الاردن كان على اطلاع على قرار الغزو العراقي قبل تنفيذه. وكان النائب البراك هاجم منح الكويتالاردن والسودان قروضاً عن طريق الصندوق الكويتي للتنمية، ودعا الى صرف موارده لتمكين الحكومة الكويتية من مواجهة حاجات مالية محلية، خصوصاً مشاريع الاسكان التي تواجه عسرة في المخصصات. ولاحظ البراك، وهو نائب مستقل ومعارض، ان معظم قروض الصندوق في الماضي ذهبت الى دول أيّدت الاحتلال العراقي. وقال: "نرى حالياً ان هذه الدول تتقرّب من الكويت لأن عينها على أموال الصندوق". وانتقد زيارة وزير التخطيط الاردني للكويت الاسبوع الماضي ومنحه قرضاً ب 35 مليون دينار. وانتقد نواب هجوم البراك على الملك حسين. وقال النائب جاسم الخرافي: "ليس من مصلحتنا المساس برؤساء الدول بهذا الاسلوب مهما كانت خلافاتنا وعلينا تطبيق المادة 88 من اللائحة الداخلية القاضية بعدم المساس بالاشخاص". وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب عبدالعزيز العدساني: "علينا ان نكبر على جروحنا والاّ نذكر اسماء لأن هذا يسيء الينا ونحن شعب صغير ومسالم". وشهدت الجلسة امس مساجلة اخرى بين الشيخ سعد وبعض النواب على إثر اتهام الحكومة بالتقصير في ادارة بعض الملفات المحلية مثل اوضاع القطاع الصناعي وموضوع الخدمات العامة. الى ذلك نفى وزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد امس وجود خلافات بين دول "اعلان دمشق" أدت الى تأجيل موعد اجتماع هذه الدول الذي كان مقرراً منتصف الشهر الحالي. وقال في رد على صحافيين خارج قاعة مجلس الأمة: "اننا متفقون على ان يعقد الاجتماع في الخامس عشر من الشهر الحالي، غير ان الاخوة في الخليج قالوا ان هذا الموعد لا يتناسب معهم وعليه أُرجئ الى تشرين الاول اكتوبر".