انتقد قطب المعارضة في مجلس الامة (البرلمان) الكويتي النائب مسلم البراك قيام رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح قبل ايام «توقيع اتفاقات تجارية وسياسية» مع كوبا التي كانت «تضامنت مع نظام صدام حسين ابان احتلاله الكويت عام 1990، خصوصاً ان توقيع الاتفاقات تزامن مع الذكرى السنوية العشرين للغزو العراقي» التي تحل في الثاني من الشهر المقبل». وكان الشيخ ناصر بدأ قبل نحو اسبوعين جولة في أميركا اللاتينية تستغرق 22 يوماً تشمل 9 دول منها كوبا والبرازيل، وتوقف في 17 تموز (يوليو) الجاري في هافانا وأجرى محادثات مع النائب الأول لرئيس مجلس الدولة خوسيه رامون ماكادو فنتورا كما زار النصب التذكاري للمناضل الكوبي خوسيه مارتي. وجاء في بيان كويتي ان الشيخ ناصر بحث مع القيادة الكوبية «العلاقات الثنائية الطيبة بين البلدين الصديقين والتي تمتد لأكثر من ثلاثة عقود». ووصف وزير الخارجية المحادثات بأنها «بناءة ومثمرة» وأن «الجانبين أعلنا بداية جديدة للعلاقات الثنائية بعد إعلان الكويت عن تعيين سفير مقيم في هافانا كما جرى توقيع اتفاقات عدة اقتصادية وثقافية». وانتقد البراك في تصريح امس»عدم مراعاة مشاعر الكويتيين» بإبرام اتفاقات تجارية مع كوبا، وأوضح ان كوبا «صوتت هي واليمن في الاممالمتحدة عام 1990 ضد القرار الأممي الرقم 678 الذي مهد لاستخدام القوة لتحرير الكويت من براثن الاحتلال العراقي»، وتساءل: «هل ستستفيد الكويت من الاتفاقات مع كوبا أم هي مكافأة وفي هذا التوقيت بالذات لدولة كان لها هذا الموقف السيئ والمخزي في حقبة لا يمكن أن تنسى في تاريخ الكويت؟». وكانت جولة الشيخ ناصر اللاتينية تعرضت لانتقادات في الكويت منذ بدئها «خصوصاً انها تتضمن دولاً من الصعب العثور عليها على الخريطة» على ما قال احد النواب. ووصف البراك الجولة بأنها «سياحية» وقال: «لن نعترض على أي زيارة شخصية أو زيارة خاصة يقوم بها سمو الرئيس لأن ذلك حق طبيعي له لا ينازعه أحد فيه، ولكن عندما يحاول البعض أن يحول الزيارات الرسمية إلى زيارات سياحية مغلفة بالوضع والإطار الرسمي فهذا أمر غير مقبول»، وتساءل: «هل يعقل أن دولتين (انتيغوا وبربودا) جزيرتين في البحر الكاريبي مساحتهما مجتمعتين لا تتجاوز 442 كلم مربع وعدد سكانهما لا يتجاوز 82 ألف نسمة نسبة النمو الاقتصادي أقل من نصف من واحد في المئة لا توجد فيهما أي نشاط اقتصادي أو تكنولوجيا وليس لهما أي ثقل سياسي يذكر لا على المستوى العالمي ولا على مستوى أميركا اللاتينية. هل يعقل أننا بعد ذلك نوقع معها اتفاقات اقتصادية وسياسية ويمكن أن نقتنع بأن لهذه الاتفاقات الموقعة أي أهمية تذكر»؟ وأشار الى «اصطحاب رئيس الوزراء لكل من مدير الصندوق الكويتي للتنمية وهو صندوق الهبات والعطايا وكذلك العضو المنتدب لهيئة الاستثمار لفتح المشاريع والاستثمار في هذه الدول لمصلحة اقتصادها ورعاياها». ووعد البراك بأنه سيتقدم بسؤال إلى الشيخ ناصر عندما يعود «لمعرفة كل التفاصيل والاتفاقات الموقعة والمشاريع والاستثمارات التي أقرت وأسماء الوفد المرافق ومهامه سواء الرسمية أو غيرها، في هذه الجولة واللقاءات التي قام بها ممثلو القطاع الخاص المرافقون لسموه أو الذين كانوا متواجدين معه خلال الجولة وهل عقدوا اتفاقات خاصة بشركاتهم أو حصلوا على وكالات من هذه الدول سواء بأسمائهم الشخصية أو شركاتهم». وتابع «أتمنى أن تكون الإجابة ذات شفافية لأن هذه الزيارة التي يقوم بها سمو الرئيس هي زيارة عمل وبالتالي يجب أن نعرف حجم الاستفادة الفعلية وحجم المبالغ التي صرفت كاتفاقات أو هبات أو مساعدات لهذه الدول، سواء من الحكومة أو صندوق التنمية أو هيئة الاستثمار أو أي جهات رسمية أخرى».