سجل الوفد العراقي الى اجتماعات الدورة الطارئة للاتحاد البرلماني العربي امس احتجاجاً شديداً على خطاب القاه نائب الملك ولي العهد الاردني الامير الحسن الذي تفادى الادانة الواضحة للحملة العسكرية الاخيرة ضد العراق، واعرب عن أمله في ان يتمتع الشعب العراقي بحقه في الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان. وفيما اتجهت الوفود المشاركة في الدورة البرلمانية العربية الى اعتماد توصية برفع الحظر المفروض على العراق، دعا الامير الحسن الى تسجيل "موقف مشرف عادل يخدم العراق اكثر مما يحرض الآخرين عليه وعلينا". وفي انتقاد غير مباشر للنظام العراقي، قال الامير الحسن: "نريد لهذا الشعب أن تبقى كرامته مرفوعة وحقوقه في الحياة الأبية محفوظة، لأنه هذا طريقنا في الاردن وهو ما نتمناه للآخرين". وانتقد رئيس المجلس الوطني العراقي سعدون حمادي موقف ولي العهد الاردني مشدداً على ان "الفصل بين الشعب العراقي وقيادته غير مقبول، وتحويل قضيته الى مسألة مساعدات انسانية يتناقض مع الموقف القومي". وتجنب الامير الحسن، الذي ينوب عن الملك حسين في ادارة شؤون البلاد، تسجيل إدانة واضحة للضربات الجوية الاميركية-البريطانية، لكنه اعرب عن "تضامن ممثلي الشعب العربي في اقطاره المختلفة مع الشعب العراقي الذي تعرض للقصف العنيف وعانى من موت ابنائه وبناته... لكن بقيت فيه عزة العرب وكرامتهم". واعتبران الدفاع عن الحقوق الاساسية للشعب العراقي "دفاع عن كل شعب عربي قد يتعرض للأذى والعدوان". وجدد ولي العهد الاردني رفض بلاده تقسيم العراق وسياسة العقوبات الاقتصادية لأنها "غير مقبولة انسانياً، ولا مجدية سياسياً". وطالب بإطلاق الاسرى الكويتيين في العراق ووضع حد "لهذا الفصل الانساني المأسوي". ومع انتهاء كلمة الامير حسن، قام عضو المجلس الوطني العراقي سيف المشهداني معترضاً على الكلمة بقوله "نحن لسنا بحاجة الى حقوق الانسان في العراق... نحن نريد اصواتاً تواجه الولاياتالمتحدة وتدين عدوانها على العراق". وفيما كان الامير الحسن يغادر القاعة، تابع المشهداني قائلاً: "نحتاج الى صوت لا يخاف من اميركا. نحن في العراق لا نخاف من اميركا". وانضم اليه عدد من اعضاء الوفد العراقي محتجين، بينهم حمادي الذي قال للصحافيين: "استجبنا لدعوة الاتحاد لأنها تضمنت امرين: الاول ادانة العدوان والثاني رفع الحصار". وانتقد الشعار الذي تبناه الاتحاد وهو "التضامن مع الشعب العراق"، وقال: "هدف الحملة تغيير نظام العراق، ولا يجوز الفصل بين قيادته التاريخية وبين شعبه". وسئل حمادي عن موقف وفد بلاده في حال خروج الاجتماع بتوصيات لا تتضمن رفع الحصار فأجاب: "غير مستعدين لأن نكون طرفاً في عمل عبثي يضرّ اكثر مما ينفع". وزاد: "ان موقف الشعوب العربية معروف وعلى ممثليه الارتقاء اليه، ونحن سنكشف الحقيقة كاملة للشعوب". ورداً على موقف الوفد العراقي، قال الامير الحسن: "علينا عدم تضييع هذه الفرصة المتمثلة بالاجماع من خلال التعبير العاطفي كما فعل احد الاخوان، وهذا حقه، وللعواطف مكانها، لكن هذا المؤتمر ليس للتعبير عنها على اهميتها، وانما هو مؤتمر للتعبير عن ارادة الشعب العربي". ودعا الى التوصل الى "نتائج تظهر للمواطن العربي ان البعد القومي والتواصل العربي جزء من حاضرنا ومستقبلنا". وكان الامير الحسن اكد في خطابه ايمان الاردن "بالشرعية الدولية وضرورة التقيد بها"، مشيراً الى ان "استخدام القوة يجب ان يكون الملجأ الاخير بعد ان تفشل كل المساعي الاخرى". وحضّ الدول العربية على اعتماد "ميثاق شرف في ما بينها او منهاج للتعامل مع الازمات لأن غياب مثل هذا المنهاج سمح بالتدخل الخارجي". ودانت الوفود العربية في كلماتها "العدوان" الاميركي البريطاني على العراق وطالبت برفع الحصار. ويشارك في الدورة الطارئة للاتحاد البرلماني 16 دولة، فيما اعتذرت الكويت عن عدم المشاركة. وقال رئيس الاتحاد البرلماني العربي احمد فتحي سرور، وهو رئيس مجلس الشعب المصري، ان "ما وقع من اعتداء على العراق يشكل سابقة خطيرة في العلاقات الدولية واذا تكرر يمكن ان يعصف بالاستقرار العربي والاقليمي والدولي". وانتقد لجنة التفتيش الخاصة اونسكوم متهماً اسرائيل بالتدخل في عملها "وكأن مهمتها حماية اسرائيل". ودعا رئيس مجلس النواب الاردني عبدالهادي المجالي الى ان يكون موقف البرلمانيين العرب "داعما للحكومات لا مغايراً لها" حتى تنجح جهود رفع الحصار عن العراق. وطالب المشاركين في الاجتماع بتبني قرار مجلس النواب الاردني برفع الحصار عن العراق. واعرب المجالي عن "استنكار مجلس النواب الاردني وشجبه الشديدين للعدوان السافر". كذلك دان رئيس مجلس النواب السوري عبدالقادر قدورة "العدوان" وطالب برفع الحصار عن "شعبنا الشقيق". وكان من المتوقع ان يخرج المؤتمرون بعد الجلسة الختامية مساء امس بتوصية تطالب برفع الحصار عن العراق إضافة الى ادانة الضربات الجوية التي تعرض لها. ودعي النواب العرب الى إفطار على مأدبة ولي العهد الاردني قبل الاجتماع مجدداً خلال المساء لاتخاذ القرارات النهائية. وذكرت مصادر رسمية ان وزير الخارجية الاردني عبدالإله الخطيب اجتمع امس مع نظيره العراقي محمد سعيد الصحاف. وكان الصحاف في طريقه الى صنعاء للالتقاء مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح للبحث في الاقتراح اليمني بعقد قمة عربية مخصصة للمسألة العراقية.