لن تهضم فرنسا فوزها بكأس العالم للمرة الأولى بسهولة، بل ستجتر طعم الانتصار طويلاً... كرة القدم فيها الآن طاغية وهي التي تعلقت في السابق برياضات أخرى تستطيع ان تحقق فيها شيئاً ما كدورتها الشهيرة في الدراجات. وخلافاً لأي مرة، سقطت دورة الدراجات الحالية بالضربة القاضية لانها نظمت مباشرة بعد المونديال ولان رائحة المنشطات الممنوعة فاحت منها. وقبيل المونديال، كانت هناك دورة رولان غاروس في كرة المضرب فمرت مرور الكرام. ومن ثمار الفوز بكأس العالم، إزدياد تهافت الأندية الأوروبية على ضم لاعبي الكرة الفرنسيين، وارتفاع حاد في إقبال الفرنسيين الصغار على مدارس تعليم كرة القدم، وتضاعف المبالغ التي سيحصل عليها كل نادٍ في مقابل نقل مبارياته تلفزيونيا،ً وتوقع حضور رقم قياسي من المتفرجين للبطولات المحلية والقارية التي تقام داخل فرنسا، واتساع رقعة النقل التلفزيوني من قبل "CANAL +" للمسابقات الأوروبية المحلية الكبرى باعتبار أن الطلب عليها مؤمن، وتحسن في شعبية رئيس الجمهورية جاك شيراك ورئيس الوزراء ليونيل جوسبان لمتابعتهما تدريبات المنتخب ومبارياته خلال المونديال وليس فقط للقرارات التي صدرت في اليومين الأخيرين والتي نصت على خفض بعض الضرائب... ولأن ايميه جاكيه قاد المنتخب الى كأس العالم رفض العودة عن اعتزاله ووقع الخيار على روجيه لومير خلفاً له. وصارت بالطبع على ألسنة الجميع أسماء نجوم المنتخب أمثال زيدان وبوتي وبارتيز وتورام، وعند بعض الناس لم يعد هناك غيرها. وهكذا، من النوادر الرائجة في العاصمة الفرنسية الآن أن أستاذاً جامعياً سأل طالباً عن أشهر رجالات فرنسا فأجابه: زيدان وبوتي وبارتيز... وصمت الاستاذ طويلاً الى أن سأله الطالب: أليست إجابتي صحيحة؟ ورد الاستاذ: إنها صحيحة ولو كنت أفضل لو أجبت: موليير وفولتير وفيكتور هيغو، وهنا قال الطالب على الفور: أنا لا اعرف من المنتخب الا أسماء الاساسيين، أما الاحتياطيون فلا أعرف أسماءهم!