دخلت فرنسا نادي كبار كرة القدم عندما أحرزت كأس العالم السادسة عشرة التي استضافتها على مدى 33 يوماً بفوزها على البرازيل 3-صفر في المباراة النهائية أمام 80 ألف متفرج على استاد فرنسا في ضاحية سان دوني الباريسية. وهو اللقب العالمي الاول لفرنسا التي خسرت في نصف النهائي الاعوام 58 و82 و86. وهكذا حقق جيل ديشان وزيدان ما فشل في تحقيقه جيل كوبا وفونتين 58 وجيل بلاتيني 82 و86. وانضمت فرنسا الى نادي النخبة الذي بات يضم سبع دول هي الاوروغواي 30 و50 وايطاليا 34 و38 و82 والمانيا 54 و74 و90 والبرازيل 58 و62 و70 و94 وانكلترا 66 والارجنتين 78 و86. وهو اللقب الكبير الثاني لفرنسا، إذ سبق وأحرزت كأس الأمم الاوروبية العام 1984 عندما استضافت البطولة أيضاً بفضل تسعة اهداف لبلاتيني الذي ارتدى امس فانلة المنتخب وجلس في المقصورة الرئيسية لأنه أحد رئيسي اللجنة المنظمة. اما الرئيس جاك شيراك فلفّ شالاً بألوان المنتخب حول عنقه وشجع "أولاده" من دون انقطاع. واستحقت فرنسا اللقب العالمي لعروضها في الدورة ككل فكانت صاحبة افضل خطي هجوم 15 هدفاً ودفاع هدفان. وبات بوسع "الديك" الفرنسي ان "يتبختر" برأس مرفوع وصدر منتفخ مع نجمة تدل على اللقب العالمي. ولعل الفائز الاكبر هو المدرب ايميه جاكيه الذي انهالت عليه الانتقادات منذ تسلمه تدريب الفريق في 1994. ومع اقتراب المونديال هاجمته صحيفة "ليكيب" المعروفة بعنف فكان ردّه داخل المستطيل الاخضر ولم يتأخر لحظة واحدة في شنّ هجوم مضاد على الصحافة، خصوصاً بعد اللقب العالمي ووصف صحافيي "ليكيب" بال "مشاغبين". وفرض الجزائري الاصل زين الدين زيدان نفسه نجماً للمباراة النهائية بعدما سجل هدفين وهندس معظم هجمات بلاده طوال المونديال اما البرازيل ف "مرّت" قرب المباراة النهائية ولم تقدم اي لمحة فقبلت الخسارة بصدر رحب واعترف لاعبوها ومدربها بان الطرف الافضل فاز. ورغم ان البرازيل تملك فرديات كبيرة الا انها لم تظهر كفريق منظم والدليل على ذلك استقبال شباكها 10 اهداف في 7 مباريات. واثبتت المونديالات الاخيرة ان الفريق الذي يطمح الى الفوز عليه الارتكاز على تنظيم دفاعي صلب مع مهارات هجومية كبيرة. وهي المرة الثانية التي تخسر فيها البرازيل في النهائي بعد سقوطها امام الاوروغواي العام 1950و وكانت تأمل بلقب خامس لكنها الان مطالبة باعادة حساباتها وترتيب صفوفها لشن حملة بعد أربع سنوات في كوريا واليابان. ورونالدو بالذات انتظر منه النقاد الكثير، ورغم انه سجل 4 أهداف ومرر 3 كرات أثمرت اهدافا، الا انه لم يترك بصماته الفعلية على المونديال. ورونالدو المصاب في كاحل القدم ادركه التعب بعد موسم مضغوط اذ لعب مباراة كل ثلاثة ايام وانشغل كثيراً بعقوده الاعلانية المتطلبة فلحق به تعب اضافي. المباراة بدأت حرب الاعصاب قبل بداية اللقاء، اذ لم يخرج البرازيليون للقيام بتدريبات التحمية التي تسبق المباريات عادة كأنهم يبعثون رسالة بأنهم ليسوا بحاجة الى التحمية. وحصل لغط في تشكيلة البرازيل لأن الاوراق التي وزعت على الصحافيين وعليها اسماء اللاعبين الذين سيبدأون المباراة لم تضم اسم رونالدو، ففرح بعض الصحافيين الفرنسيين لأن ذلك يرجح كفة منتخبهم، في حين تعجب البعض. وبعد اتصالات مع مصادر مقربة من المنتخب البرازيلي التي اكدت ان رونالدو سيلعب، وزع المنظمون أوراقاً جديدة مع اسم رونالدو. و"لا دخان من دون نار"، إذ صدر بيان عن المنتخب البرازيل يؤكد ان رونالدو نقل الى المستشفى قبل 40 دقيقة من بداية النهائي لاجراء فحص على كاحل القدم واعطاه الاطباء الضوء الاخضر للعب في اللحظة الاخيرة، لكنه لم يكن في كامل لياقته. وتمكنت فرنسا بفضل ثلاثي الوسط الدفاعي ديشان وكاريمبو وبوتي الذين زرعوا منطقة التموين البرازيلية "دوريات" بالتناوب، من شلّ "ماكينة" البرازيل التي تصنع الخطورة فلم يبرز ريفالدو او ليوناردو او حتى دنيسلون. وكان بوسع فرنسا زيادة غلتها من الاهداف لولا رعونة غيفارتش وبديله دوغاري علماً ان الفرصة البرازيلية الوحيدة الواضحة سنحت لرونالدو في الشوط الثاني لكن بارتيز تدخل بطريقة صارمة. وهذه المرة تدخل لاعبو الوسط لتسجيل الأهداف لفرنسا بعدما كان الدور للمدافعين في الدورين الثاني والنصف النهائي. وبدا اصرار الفرنسيين منذ ضربة البداية، فاحسنوا الانتشار في انحاء الملعب ونجحوا في التمرير القصير والطويل الدقيق فازعجوا خصمهم في كل محاولة. وظهر سوء التنظيم الدفاعي البرازيلي واضحاً وتردد اللاعبون في تغطية بعضهم البعض لا سيما جونيور بايانو والداير اللذين ارتكبا اخطاء قاتلة. ولم يكن التركيز البرازيلي على الموعد فجاء الهدفان الاولان نتيجة عدم مراقبة زيدان من ليوناردو ثم دونغا. ومرة جديدة طرد لاعب فرنسي في القسم الاخير من المباراة وحبس الجمهور انفاسه عندما رفع سعيد بلقولة الذي قاد المباراة باقتدار البطاقة الصفراء الثانية المستحقة لدوسايي. ... وشريط المباراة في الدقيقة الاولى مرّر كاريمبو كرة دقيقةالى غيفارتش داخل المنطقة فلم يستغلها لتدخل بايانو، وسار زيدان بالكرة ومررها الى غيفارتش الذي انفرد وسددها ضعيفة بين يدي تافاريل، وحصلت فرنسا على ركلة حرة بعدما اعاق كافو ليزارازو ولعب زيدان الكرة عرضية فطار لها دجوركايف غير المراقب لكنه سددها فوق العارضة 6. واخترق دجوركايف المنطقة البرازيلية لكنه لم يلق الدعم الجيد من رفاقه 10، وهدأت المباراة وكثرت الكرات المقطوعة وظهر غياب التنسيق بين لاعبي خط الدفاع البرازيلي. وبعدما تركت البرازيل اصحاب الملعب يستعرضون مواهبهم طوال 20 دقيقة تسلمت المبادرة لفترة قصيرة، وجاءت اول تسديدة برازيلية في الدقيقة ال20 عندما حاول روبرتو كارلوس خداع بارتيز فسدد بدل ان يرفع لكن كرته مرّت فوق العارضة. وعرضية اخرى من رونالدو احرجت بارتيز الذي التقطها على دفعتين 21، ثم ركنية برازيلية طار ريفالدو لها وسددها رأسية لكن بارتيز التقطها 23. وافتتحت فرنسا التسجيل في الدقيقة ال27 عندما حصلت على ركلة ركنية رفعها بوتي وطار زيدان للكرة فوق ليوناردو وسددها في شباك تافاريل مفتتحاً عرساً في المدرجات. وخرج بارتيز من مرماه لملاقاة رونالدو وسبقه الى الكرة وابعدها لكنه اصطدم بالبرازيلي بعنف وعولج الاخير 31. وانذر بلقولة بايانو لخشونته 34. ومن هجمة مرتدة برازيلية كادت كرة بيبيتو تجد رونالدو الحرّ لكنها اصطدمت بقدم لوبوف فزال الخطر 35، وردّ دجوركايف بتسديدة ضعيفة من حدود المنطقة 36، وعاد الدوران الى المباراة وعرضية من ليوناردو الى رأس بيبيتو الذي لم يحسن التعامل مع الكرة فسهل مهمة بارتيز 39. وظن الجمهور ان فرنسا عززت النتيجة عندما سدد كاريمبو كرة زاحفة اصطدمت ببايانو وتهيأت امام بوتي الذي سدد في الشباك الخارجية 41. وكاد غيفارتش يعزز النتيجة في الدقيقة ال44 عندما أخطأ الداير في تقدير الكرة فانفرد الفرنسي لكن تافاريل ابعد الكرة الى ركنية. وفي الوقت بدل الضائع عززت فرنسا النتيجة من ركلة ركنية جديدة نفذها دجوركاييف وسجل منها زيدان برأسه بعدما مرت كرته بين قدمي روبرتو كارلوس. وبعد الاستراحة دخل دنيلسون بدل ليوناردو في الصفوف البرازيلية، ونال دوسايي انذراً لاعاقته كافو من دون كرة 47. وانذر كاريمبو لخشونته 55 ، ومن الركلة الحرة لعب ريفالدو الكرة الى روبرتو كارلوس فمررها عرضية داخل المنطقة استقبلها رونالدو على صدره وسددها قوية التقطها بارتيز. وخرج كاريمبو وحل بدله بوغوصيان 56. بدل دجوركايف لتدعيم الخطوط الخلفية 75. وحصل دوغاري على فرصة لاطلاق رصاصة الرحمة على البرازيل لكنه سدد بعيداً رغم انفراده بتافاريل 81، وتسديدة زاحفة من كافو لم تقلق بارتيز 84، واصاب دنيلسون العارضة اثر تمريرة رائعة من ادموندو 90، وتسديدة من بعيد لريفالدو تحولت الى ركنية لم تثمر 90 وارتدت الكرة سريعاً هجمة مرتدة وتناقل دوغاري وفييرا الكرة مررها الاخير رائعة الى بوتي الذي سجل الهدف الثالث الذي طرح البرازيل ارضاً من الخيبة والفرنسيين ارضاً من الفرح. وتسلم الحكام هداياهم التذكارية تلاهم لاعبو البرازيل الذين تسلموا الميداليات الفضية من رئيس الاتحاد الدولي الجديد جوزف بلاتر. وسلم الرئيس الفخري للفيفا جواو هافيلانج الميداليات الذهبية لابطال العالم الجدد قبل ان يتسلم ديشان من الرئيس شيراك كأس البطولة. واشترك الرئيس مع ميشال بلاتيني في الاحتفال مع اللاعبين، وطاف ابطال العالم في انحاء الملعب واحتفلوا مع جمهورهم المنضبط