وضعت الجمعية الاميركية للأطباء الممارسين ACP ارشادات لكشف حالات اضطرابات الغدة الدرقية عند المسنين، عندما نصحت باجراء تحليل لهذه الغدة عند جميع النساء فوق الخمسين من العمر. وفي حال كانت النتيجة سلبية، يتوجب اعادته بفواصل تقدر بخمس سنوات. جاءت هذه التوصيات من دراسة للواقع الطبي العملي عند المسنات، وذلك من خلال مراجعة نتائج 55 دراسة مختلفة في هذا الخصوص. كانت جميعها متفقة على اهمية هذا المرض عندهن. وبلغة الارقام، كانت نسبة التحاليل الدالة على اضطرابات الغدة الدرقية ايجابية عند واحدة من كل 71 امرأة، وبما ان تطور هذا المرض بطيء لذلك نصح بتكراره خلال فواصل خمس سنوات. من جهة ثانية، ولأن اعراض هذا المرض مثل بقية الامراض عند المسنين تختلف عن الشائع والمعروف، فقد يطغى عرضٌ على آخر، او تختفي الاعراض جميعها وراء مرض ظاهر آخر، وما اكثر هذه الامراض عند كبار السن مثل السكري وارتفاع الضغط والامراض العصبية النفسية. هذه الغدة موجودة في الرقبة امام الرغامي والى الاسفل من الحنجرة. تتألف من جزءين يتصلان مع بعضهما بجزء متوسط. تفرز هرمون الثيروكسين T4 بالاضافة الى T3 وهرمون الكالسيتونين المسؤول عن المحافظة على كالسيوم الجسم. ويقع افراز هذه الغدة تحت سيطرة هرمون يدعى الپTSH يفرز من الغدة النخامية المتوضعة في الدماغ. تتراوح اضطرابات الغدة الدرقية بين نقص نشاط وزيادة نشاط، تبعاً لنقص افراز الهرمونات T4 وT3 او لزيادة في افرازهما على الترتيب. اما سبب هذاالنقص او الزيادة فمرده الى خلل في الغدة ذاتها، او نتيجة لاضطراب في افراز الهرمون TSH المتحكم فيها. واعراض مرض هذه الغدة واسعة ومختلفة، لان هرموناتها تسيطر وتنظم استقلاب الجسم وطاقته وتزيد من صناعة البروتين في الجسم. ففي نقص النشاط يحدث: زيادة في الوزن، امساك، حب للطقس الحار، انقطاع الطمث عند النساء، خشونة في الصوت، تعب، كآبة، اضطراب في الملكات العقلية، بالاضافة الى تورم الغدة وانتفاخ في الرجلين واليدين وحول العينين. اما في زيادة النشاط، فيحدث نقصان للوزن على رغم زيادة الشهية، وتهيج وعدم استقرار نفسي عاطفي، وكره للطقس الحار، وزيادة تعرق بالاضافة الى تسرع في النبض وجحوظ في العينين. يدرس التحليل المقترح هرمونات هذه الغدة في الدم، بالاضافة الى الهرمون TSH، وهو بسيط وغير مزعج للمريض. وعلى رغم ان الاعراض الصريحة لهذه الاضطرابات في الغدة من السهل تشخيصها، وحتى على اي طبيب ممارس عادي، الا ان المشكلة تكمن عند المسنين في كون الاعراض مهمة وغير واضحة. لذلك جاءت هذه التعليمات منعاً للالتباس وسوء التشخيص من جهة، وتخفيفاً لمعاناة المسنين من جهة ثانية. اما عند الرجال، فلا داعي لمثل هذه الاجراءات لأن المرض في هذه الفترة، ولأسباب غير معروفة على وجه الدقة، نادر الحدوث.