تحدث فى جميع الأنسجة عمليات من الطاقة المستمرة والغدة هى المسيطر على كل هذه العمليات وزيادة افرازاتها يشعل الجسم ويحرق الطاقة وإذا خملت وفشلت فى وظائفها ضعفت الطاقة والقدرة وزاد الوزن وضعفت كل الوظائف، وتفرز الغدة الدرقية هرمونين هما الثيروكسين T4 وهرمون ثلاثي يودوثيرونين T3 كاستجابة لتأثير هرمون تفرزه الغدة النخامية ويسمى الهرمون المحفز للدرقية. والهرمون الدرقي الذي يسري في مجرى الدم بعد ذلك يقوم بخلق حالة التوازن فيقلل انطلاق المزيد من الهرمون المحفز للدرقية من الغدة النخامية، وهنا تتم المحافظة على مستوى هرمون الثيروكسين وهرمون يودوثيرونين في الدم، فتنخفض مستويات الهرمون المحفز للدرقية إذا قامت الغدة الدرقية بصنع كميات كبيرة من T3 و T4 وذلك في حالة اصابة الغدد الدرقية بالخلل، وبالمثل فإذا اصيبت الغدة الدرقية بحالة ما تجعلها تصنع كميات غير كافية من T3 و T4 فإن مستوى الهرمون المحفز للدرقية يرتفع بالتبعية، أي أنها علاقة عكسية. نجية زكي محجوب* والتدني في نشاط الغدة الدرقية يقلل من مستويات T3 وT4 في حين تظل مستويات الهرمون المنبه للدرقية عالية وهذا يؤدي إلى إبطاء عملية الأيض في الجسم (مجموعة من التفاعلات الكيميائية التي تحدث في الكائنات الحية على المواد الغذائية المختلفة بواسطة العوامل الإنزيمية بغرض الحصول على الطاقة أو بناء الأنسجة)، مما قد تجعل الإنسان يشعر بالإعياء والتبلد الذهني، وقصور النشاط الدرقي هو أكثر أنواع الاضطراب الدرقي شيوعاً، وفيه يهاجم جهاز مناعة الجسم الغدة الدرقية ويدمرها والنساء أكثر عرضة لذلك من الرجال، بل إن اضطرابات الغدة الدرقية تصيب النساء أكثر من الرجال بخمس إلى عشر مرات، ويزيد معدل حدوثه مع تقدم العمر. فمرض الالتهاب الدرقي لهاشيموتو أو الالتهاب الدرقي المناعي الذاتي وهو مرض تمانعي تهاجم فيه الأجسام المضادة خلايا الغدة الدرقية مما يؤدي إلى التهابها وتضخمها وتدميرها، ويحدث غالبا بعد ولادة الأم لطفلها أو بعد العلاج بعقاقير قوية منشطة لجهاز المناعة مثل إنترفيرون يعتبر هو أكثر شيوعا في المصابين بأمراض المناعة الذاتية الأخرى مثل النوع الأول لمرض السكري والأنيميا الخبيثة ومرض أديسون. وأعراض خمول الغده الدرقية تختلف من حالة إلى أخرى تبعاً لشدة الحالة وعمر المريض ومن الشائع جداً أن يكون بدون أعراض على الإطلاق ويسبب زيادة الكولسترول أو السمنة بينما من أعراض الحالات الشديدة، التعب والشعور بالخمول والإعياء، والتبلد العقلي، وعدم تحمل البرد، والشعور بالكآبة أو خمول العواطف، والإمساك، الآلام العضلية، وجفاف الجلد أو تقشرة أو انتفاخه، والإحساس بوخز في أصابع اليدين أو القدمين، ونقص في تحمل المجهود الرياضي، آلام المفاصل، وبحة الصوت وعدم انتظام الدورة الشهرية، وزيادة الوزن رغم ضعف الشهية، وجفاف الشعر وتقصفه، ونبض ضعيف مع تورم في العنق، وليس ضرورياً أن تكون موجودة كلها فى كل حالة ولكن نذكر بأنها أعراض الحالات الشديدة. ويتم تشخيص خمول الغدة الدرقية عن طريق اختبارات الدم لهرموني الثيروكسين واليودوثورينين لمعرفة نسبة الهرمون المحفز للغدة الدرقية، وينصح بإضافة هذا التحليل للتحاليل الروتينية وذلك لاكتشاف حالات الخمول الساكنة، وكذلك يتم التشخيص عن طريق الفحص بالموجات فوق الصوتية للغدة الدرقية إذا كانت غير طبيعية في حجمها أو شكلها. وهناك المسح الذري (ويسمى التصوير النووي) Thyroid Scan وهو فحص مكلف وغير متوافر إلا فى مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ويحتاج استعمال مواد مشعة مثل اليود المشع131 أو التكنيشيوم لمعرفة استخلاص الغدة للمادة المشعة من الدم وهذا يعبر عن نشاطها وهو غير ضروري لكل الحالات ولكنه مهم جدا فى بعض الحالات، ويظهر الغدة نفسها ووظيفتها عن طريق معدل امتصاصها لليود المشع أي أنه يمكن أن يحدد إذا ما كانت الغدة الدرقية نشطة أم خاملة وفى وجود ورم أم نتوء وحيد، ويمكن أن يحدد إذا كان هذا النتوء نشطاً ويعمل مع بقية الغدة أم لا يعمل على الإطلاق (بارد) وفى هذه الحالة يكون احتمال الورم الخبيث كبيرا إلا إذا كان الورم حويصلة وهذا يظهر فقط فى الموجات الصوتية، والعقدة الباردة Cold Nodule لها أهمية خاصة بالرغم من أن معظمها حميدة لكن أهميتها تكمن في أن الأورام الخبيثة في الغالبية العظمى تكون باردة، أما العقدة الحارة Hot Nodule التي تفرز وتستخرج اليود المشع أكثر من غيرها من الغدة فهي حميدة ولا تحتاج عينة. لعلاج حالة قصور النشاط الدرقي من المرجح أن يصف الطبيب دواء تعويضا وهو عبارة عن نسخة اصطناعية من الهرمونات الدرقية الطبيعية وهي T3 وT4 أو الاثنان معا. فالمسنون أو الذين يعانون مرضا في القلب ستوصف لهم جرعة ابتدائية منخفضة جداً، إذ ان المستويات الأعلى قد تشكل عبئا على القلب، ويراقب الطبيب مستويات الهرمونات الدرقية لتحديد الجرعة المثالية عن طريق قياس مستوى الهرمون المحفز للدرقية في الدم خلال حوالي 6 أسابيع وبمجرد التوصل إلى الجرعة المناسبة فسيكتفي بقياس مستوى الهرمون بمعدل أقل. بالنسبه للحوامل فيحتجن إلى إجراء مزيد من الفحوص خلال الحمل فقد يحتجن جرعات أعلى من هورمون خمول الغدة الدرقية في مرحلة الحمل والمعروف أن الهورمونات التي تفرزها الغدة الدرقية ضرورية لتطور الدماغ في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، والجنين يحصل عليها من الأم وحدها. * قسم الغدد الصماء