هدمت سلطات الاحتلال الاسرائيلية اربعة منازل فلسطينية في قريتي الزعيم والعيزرية امس، ليرتفع بذلك عدد البيوت التي هدمت في مدينة القدس ومحيطها منذ مطلع السنة الى 46 منزلاً. وهدمت الجرافات الاسرائيلية التابعة لبلدية القدس ثلاثة بيوت في قرية الزعيم بينما هدمت الرابع في قرية العيزرية، وشردت اصحابها بحجة البناء من دون الحصول على تراخيص من سلطات الاحتلال. وسجلت مؤسسات حقوقية فلسطينية تضاعف عدد البيوت التي هدمت خلال العام الحالي مقارنة بالعام الماضي. وتشير الاحصاءات الى صدور اوامر بهدم 130 بيتاً من اصل 2500 تنوي بلدية القدس الاسرائيلية هدمها في محيط المدينةالمحتلة. وتمارس الدولة العبرية عقوبة مزدوجة على اصحاب البيوت، فبالاضافة الى هدم البيوت التي انفقوا عليها مدخراتهم، تجبرهم على دفع غرامات باهظة تتجاوز آلاف الشيكلات. ويعاني الفلسطينيون، خصوصاً في القدس، من ازمة سكن خانقة بسبب حرمانهم من تراخيص البناء فوق اراضيهم، الامر الذي يدفعهم الى تشييد بيوت لايواء اطفالهم من دون الحصول على هذه التراخيص. ويقول الفلسطينيون ان ثلاث جهات مختلفة في المؤسسة الاسرائيلية تتولى مسألة هدم البيوت الفلسطينية بحجج مختلفة وهي وزارة الداخلية الاسرائيلية والبلدية والحكم العسكري الاسرائيلي الادارة المدنية. وحذر الفلسطينيون بهذا الصدد من مخطط اسرائيلي مماثل اعلن عنه اخيراً يقضي بهدم مئات البيوت الفلسطينية الواقعة على امتداد الشوارع الالتفافية الاستيطانية ضمن الحزام الاستيطاني المفروض على المدينة المقدسة بحجة ان وجودها يشكل خطراً امنياً على هذه المستوطنات. ويؤكد الفلسطينيون ان اسرائيل تسعى الى طردهم وتشريدهم من اراضيهم للاستيلاء عليها بعد تفريغها من اصحابها الاصليين، وذلك لضمان التفوق الديموغرافي في المدينة المقدسة في اطار الخطة الشاملة القاضية بتوسيع حدود البلدية الاسرائيلية للمدينة من خلال ضم الأراضي من دون السكان العرب من جهة وضم المستوطنات المحيطة بها من جهة اخرى. مخيم شعفاط الى ذلك أ ف ب، أفاد مراسل وكالة "فرانس برس" ان الجيش الاسرائيلي واصل لليوم الخامس على التوالي حملة المداهمات والاعتقالات في مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين في القدسالشرقية. وقال سعيد شاكر عضو اللجنة الشعبية للمخيم التي تتشكل من عدد من وجهائه وفعالياته السياسية والاجتماعية وتشرف على ادارة شؤونه اليومية، ان الهدف من هذه الحملة التي لم ير السكان مثيلاً لها منذ ايام الانتفاضة هو "كسر شوكة المخيم واركاعه". وأقام الجيش الاسرائيلي حواجز على المداخل المؤدية الى المخيم قام افرادها بالتدقيق في الوثائق الشخصية للداخلين اليه والخارجين منه. كما تم فحص الاوراق الثبوتية للمركبات التي تدخله وتغادره. وانتشرت عشرات الجنود الاسرائيليين في شوارع المخيم الضيقة. وقال السكان ان مجموعات من الوحدات السرية التي يرتدي افرادها ملابس مدنية انتشرت في احيائه. كما تعطل النشاط الاقتصادي في المخيم بشكل كامل حيث اغلقت المحلات التجارية ابوابها حتى لا يتسلم اصحابها انذارات بدفع الضرائب صادرة عن بلدية القدس وغرامات باهظة تصل في بعض الاحيان الى مئات الالاف من الشيكلات الاسرائيلية. وبدت شوارع المخيم خالية من مظاهر الحياة بعدما التزم معظم السكان المنازل تحاشياً لاستفزازات الجنود، اذ قال عدد من الشبان انهم يتعرضون للاستفزاز والاعتداء من الجنود الاسرائيليين من دون سبب. وأوضح سكان في المخيم ان الجيش الاسرائيلي اعتقل خلال الايام الخمسة الماضية نحو 40 شاباً فلسطينياً بينهم شبان صغار في السادسة عشر من عمرهم. وتعرض عدد من المنازل للمداهمة حيث خربت الاثاث وتمت مصادرة ممتلكات بعضها. وقالت زوجة العامل بركات صلاح "أبلغونا أنه توجد ضرائب على زوجي متراكمة منذ العام 1987 قيمتها 260 الف شيكل الدولار يعادل نحو 6،3 شيكل وبدأوا بمصادرة اثاث منزلنا غير انه بعد تجمهر عدد من الجيران ارتبكوا وغادروا بما حملوه". وقال السكان انه تمت ايضا مصادرة حوالي اربعين مركبة من مختلف الانواع وحررت مخالفات باهظة بحق عشرات المركبات "لأسباب واهية". واعتبر احد مواطني المخيم ان ما يجري هو "عودة لسياسة العقاب الجماعي" ضد الفلسطينيين