توقّعت مصادر مقرّبة من رئىس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري ان يلقي اليوم خطاباً سياسياً يتضمن مراجعة سياسية نقدية تتناول تجربته في الحكم والمحطات السياسية المهمة التي مرّ بها، على ابواب الاستحقاق الرئاسي والمرحلة الجديدة التي يُفترض ان يُطلقها العهد المقبل. وذكرت هذه المصادر ان الخطاب الذي سيلقيه الحريري اليوم، في احتفال بوضع الحجر الاساس لبناء المدينة الجامعية، يُنتظر ان "يبيّن اسباب التعثّر الذي واجه بعض خطواته واضطراره الى مسايرة القوى السياسية على حساب مقومات بناء الدولة". وأوضحت انه سيتناول مجمل القضايا العالقة في لبنان "في كلمة شاملة تكون بمثابة جردة حساب، تحدّد أسباب التقصير وتلقي الضوء على التركيبة السياسية في البلاد ودورها في المسؤولية عما آلت اليه الاوضاع، اضافة الى دور رئيس الحكومة نفسه فيحدد مسؤوليته ايضاً، شعوراً منه ان المساومات التي حصلت على حساب منطق دولة المؤسسات لم تعد تحتمل وبالتالي لا بد من مبادرة الجميع بالتخلي عن العقلية التي تدار بها شؤون البلاد والمواطنين على السواء".. ورأى انه "سيطلق انذاراً بهدف احداث صدمة في الوضع السياسي". وفيما ربطت مصادر سياسية توجهات الحريري هذه في خطاب اليوم بما ذكره وزير الدفاع محسن دلول السبت الماضي عن نيته عدم العودة الى رئاسة الحكومة في بداية العهد المقبل، وأشارت الى انه سيستفيد من المناسبة لتقديم مرافعة في شأن نيته هذه فان اوساطاً سياسية اخرى رأت في حديثه اخيراً عن عزوفه عن رئاسة الحكومة المقبلة، محاولة منه لتحسين شروطه وموقعه في الرئاسة الثالثة وفي المعادلة السياسية التي ستتحكم بالعهد المقبل. يُذكر ان تمويل مشروع بناء المدينة الجامعية، تأمّن عبر الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بقيمة 75 مليون دولار أميركي قرض ميسر، والصندوق السعودي للتنمية بقيمة 25 مليون دولار هبة، والبنك الاسلامي للتنمية بقيمة 18 مليون دولار قرض ميسر واتفاق ايجارة، وعُمان بقيمة 5،12 مليون دولار هبة. وكان رئيس الحكومة عاد الى بيروت من سردينيا عن طريق دمشق والتقى كبار المسؤولين السوريين وفي مقدمهم نائب رئيس الجمهورية عبدالحليم خدام. وعرض معهم آخر التطورات في المنطقة في ضوء نتائج القمة السورية - الفرنسية والمحادثات التي عقدها الرئيس حافظ الاسد مع نظيره المصري حسني مبارك في الاسكندرية. بيضون وانتقد النائب محمد عبدالحميد بيضون في حملة على الحريري "تسريباته الإعلامية" عن عدم عودته الى رئاسة الحكومة، واصفاً إياها بأنها "كدلع البنات،وضغط لتعيين رئيس للجمهورية من جماعته". ورأى "انه تصرّف كقوى الحرب، وهو من مموّليها". وأضاف "اذا ارتاح الحريري نجزم بأن البلد سيرتاح". واعتبر "ان الحريري يقرأ صلاحيات الرئيس في كتابه وهو ليس الدستور، ويسوق هذه الصلاحيات بطريقة توحي بأنه يريد رئيس جمهورية جديداً موظفاً عنده". الى ذلك، تستأنف اللجان النيابية المشتركة اليوم مناقشة ما تبقى من سلسلة الرتب والرواتب للقطاع العام. وفي نشاط اللجان وافقت لجنة المال والموازنة النيابية على مشروع قانون الاجازة للمؤسسة الوطنية لضمان الودائع المساهمة في شركة مغفلة لبنانية لضمان مصادر القروض الممكن منحها للمؤسسات الاقتصادية الصغيرة أو المتوسطة الحجم، على الا تتعدى نسبة الضمان 75 في المئة من القرض الاصلي مع فوائده، وان يمنح القرض من أي مصرف عامل في لبنان، وان تتفاوت قيمته بين ليرة واحدة ومئة مليون ليرة. وأقرّت اللجنة مشروع القانون المتعلق بالاجازة للجامعة اللبنانية اجراء مباريات وامتحانات محصورة لملء الملاكات الادارية والفنية فيها مع تعديل يعطيها إمكان ادخال موظفين موقتين الى ملاكها من الفئتين الثالثة والرابعة. وأقرّت لجنة الادارة والعدل مشروع قانون اعتماد نتائج المباريات المحصورة التي سبق ان أجريت في مجلس الخدمة المدنية بعد اطلاعها على عدد الذين تقدموا بامتحانات ونجحوا في المباريات. وأعطت الحكومة مهلة 6 شهور لتعيين هؤلاء الموظفين". وعقدت اللجنة الفرعية المنبثقة من لجنة الاسكان وشؤون المهجرين والمكلفة تقصّي الحقائق عن ملف المهجرين اجتماعاً تمهيدياً قررت بعده عقد لقاءات منفردة مع المدير العام لوزارة المهجرين هشام ناصر الدين ونائب رئيس الصندوق المركزي للمهجرين عبدالحميد ناصر، الجمعة المقبل، للاطلاع منهما على حقيقة المعلومات المتعلقة بملف المهجرين، لوضع تصوّر لآلية ارسال هذا الملف وفق روزنامة زمنية تأخذ في الاعتبار تصوّر الحريري والوزير وليد جنبلاط.