وصف الرئيس البرتغالي السابق ماريو سورايش الذي يرأس الوفد الدولي الى الجزائر ان اللقاءات التي اجراها بأنها "مفيدة جداً". واكد ان الوفد استمع الى اعضاء في الحكومة ومن هيئات المجتمع المدني، موضحاً ان هؤلاء "سرّوا باللقاءات واعربوا عن املهم في نجاح مهمتنا التي اعتبروها عملاً جيداً". واوضح ان البعثة حددت برنامج لقاءات يومية تذاع في اليوم ذاته. وأفاد بيان لمركز الاممالمتحدة للاعلام في الجزائر ان البعثة المؤلفة من ستة افراد "تسعى الى بناء الثقة، اذ ان هدفها الإنصات والمشاركة في حوار مع كل قطاعات المجتمع الجزائري بهدف تقديم تقرير الى الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان ربما يساعد في اعطاء صورة واضحة للوضع في الجزائر". واستمعت البعثة الجمعة الى خمس شخصيات تمثل حقوق الانسان والصحافة والجمعيات المدنية. وعلى رغم ان البعثة حددت مدة الاستماع لكل شخصية بما بين ساعة ونصف الساعة وساعتين الا انها لم تلتزم هذه المدة. وصرح الناطق باسمها السيد حسن فضة بأن اللقاء مع رئيس الحكومة السيد احمد أويحيى "كان محدداً بساعتين، لكنه استغرق اربع ساعات". ووصف اللقاء الاول مع اعضاء الحكومة بأنه "كان جيداً ومفيداً". والتقت البعثة الدولية في يوم عملها الثاني السيدة دليلة طالب عضو البرلمان عن حزب جبهة القوى الاشتراكية. كما التقت السيد ميلود ابراهيمي الرئيس السابق لرابطة حقوق الانسان، ومحامي عائلات متهمة بالارهاب، وشخصيات ذات علاقة وطيدة بالمؤسسات العسكرية توجد في السجون حالياً وخير الدين عمير مدير صحيفة "لا تربيون" اليومية التي تصدر باللغة الفرنسية وعلي يحيى عبدالنور رئيس رابطة الدفاع عن حقوق الانسان عميد هيئة الدفاع عن الجبهة الاسلامية للانقاذ، الذي قدّم ملفاً عن الوضع في الجزائر وعن التجاوزات في حق أفراد الحزب المحظور، وسعد بوعقبة، وهو صحافي طُرد اخيراً من صحيفة "الأصيل" المقرّبة من السلطة. وكان السؤال الذي طرحته البعثة على بعض الشخصيات هو "هل يوقف اشراك الحزب المحظور جبهة الانقاذ الاسلامية في الحياة السياسية العنف في الجزائر؟". وتتوقع مصادر مقرّبة من البعثة ان يكون هذا السؤال محوراً للقاءات مع الاحزاب واعضاء في البرلمان. ولا تستبعد هذه المصادر ان يزور الوفد الدولي 25 ولاية جزائرية، بدءاً من ولايات الوسط مروراً بشرق البلاد وغربها، وانتهاء بالجنوب. كما سيزور مؤسسات عامة وخاصة، ومؤسسات منتخبة، ومناطق تعرضت لعمليات ارهابية وعمليات اعتقال. وعلى صعيد الوضع الامني، افادت صحف جزائرية امس ان قنبلة تقليدية انفجرت في محطة حافلات في منطقة أولاد يعيش في البليدة ما أدى الى مقتل شخص واصابة ثلاثة بجروح احدهم حالته خطرة. وذكرت صحيفة "الخبر" ان القتيل سائق سيارة نقل. وفي ولاية تلمسان اغتيل عنصر من رجال "المقاومة" المؤيدة للحكومة. وانفجرت سيارة مفخخة الجمعة في مفترق طرق في حي الكيفان الحضري من دون ان تخلف اضراراً باستثناء تكسير زجاج المحلات القريبة. واكدت صحيفة "لوماتان" أ ف ب من جهتها ان قنبلة انفجرت على شاطئ قرب تيبازا الساحل الغربي من دون وقوع ضحايا. وكانت قنبلتان انفجرتا الاسبوع الماضي على شاطئ غرب العاصمة واسفر الحادث عن سقوط قتيلين على الاقل اضافة الى عدد من الجرحى. وتناولت الصحف الجزائرية امس مجدداً العملية التي تقوم بها قوات الامن ضد مجموعات اسلامية مسلحة في غابة سيدي علي بوناب في القبائل وتحدثت عن ارقام متضاربة للضحايا تراوحت بين 20 و100 قتيل في غياب حصيلة رسمية.