واصل الوفد البرلماني الأوروبي أمس نشاطه مع الكتل البرلمانية في مجلسي الشعب والأمة، بعدما التقى أول من أمس وفداً نيابياً يرأسه السيد عبدالقادر حجار رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان. وأبدى الوفد الجزائري ليونة في تعامله مع الوفد الأوروبي بقيادة أندريه سوييه. وقال السيد حجار ان الوفد الأوروبي يدرس تشكيل لجنة تحقيق دولية حول "شبكات الارهاب" في أوروبا. ومعلوم ان الجزائر تتهم دولاً أوروبية بالتساهل مع "شبكات الارهاب" الجزائرية التي تقول الحكومة انها تقدم دعماً عبر جمع الأموال وتهريب السلاح الى الجماعات المسلحة داخل الجزائر. ولاحظ حجار ان "الطرف الأوروبي وافق للمرة الأولى على مناقشة مسألة الارهاب"، معتبراً "انها بداية". لكنه رفض رفضاً قاطعاً فكرة تشكيل لجنة تحقيق دولية. ووصف حجار هذا اللقاء الأول مع النواب الأوروبيين بأنه "مثمر جداً وايجابي جداً". وقال: "تبادلنا المعلومات المتعلقة بالجوانب السياسية والأمنية"، موضحاً ان نواب البرلمان الأوروبي طرحوا "اسئلة مزعجة عن الارهاب والتعذيب والمفقودين". وقال أ ف ب مقرر وفد البرلمان الأوروبي النائب الألماني دانيال كوهن - بنديت عقب اللقاء مع الوفد البرلماني الجزائري: "نحن مستعدون لتشكيل لجنة تحقيق في شأن جمع الأموال والشبكات التي تدعم الارهاب في أوروبا". وأضاف ان على الجزائريين في المقابل ان يوافقوا على الافساح للمجتمع الدولي للتحقيق في "مشاكل حقوق الانسان والتعذيب". وقال انه لو أبعدت دولة أوروبية جزائريين من أوروبا للاشتباه في انهم يدعمون الارهاب فإن هذه الدولة تريد التأكد من ان الجزائر ستعاملهم لدى عودتهم على غرار ما يحصل "في دولة قانون". وأعرب رئيس الوفد الأوروبي النائب الفرنسي عن الحزب الشعبي الأوروبي المحافظ اندريه سولييه عن ارتياحه للقاء. وقال: "للمرة الأولى طرحت اسئلة متعلقة بالمفقودين والتعذيب والارهاب". وأبلغ الوفد الى السلطات الجزائرية رغبته في استئجار قاعة يوم الأربعاء لاستقبال أي شخص يريد الاجتماع معه. وقال دانيال كوهن - بنديت ان "الفكرة في طريقها الى ان تحظى بالقبول". والتقى الوفد البرلماني الأوروبي أمس رؤساء الكتل البرلمانية للاحزاب الممثلة في المجلس وفي مقدمهم رئيس كتلة التجمع الوطني الديموقراطي بقيادة نورالدين بحبوح. كذلك التقى الوفد الأوروبي وفداً من مجلس الأمة بقيادة السيد بوعلام بالسايح وزير الخارجية السابق يضم 23 عضواً من حزب التجمع الوطني الديموقراطي، وجبهة القوى الاشتراكية، وجبهة التحرير الوطني وحركة مجتمع السلم، على ان يلتقي لاحقاً ناشري الصحف الجزائرية، ووزير الخارجية السيد أحمد عطاف اليوم ورئيس الحكومة السيد احمد اويحيى غداً. كذلك يلتقي الوفد مع ممثلي المجتمع المدني جمعيات وطنية. وأفادت مصادر عدة ان الوفد الأوروبي طرح اسئلة عن التعذيب والاختطاف، وطالب بالاتصال بعائلات أشخاص يقولون انهم تعرضوا للتعذيب او الاختطاف. ولم يجد الوفد ايضاً معلومات كافية حول دور الدين و"الحزب المحظور" الجبهة الاسلامية للانقاذ في عمليات الارهاب، إذ اختلفت اطروحات الأحزاب وممثلي المجتمع المدني حول ذلك. وطرح الوفد البرلماني الأوروبي اسئلة عن الآليات القانونية المتوافرة لمجلسي الشعب والأمة في مراقبة الحكومة. ويبدو ان ما يريده الوفد البرلماني الأوروبي هو استكمال ما قامت به "الترويكا"، التي تجنبت التعامل مع الأحزاب الرسمية الائتلاف الحكومي: التجمع الوطني وجبهة التحرير وحماس بينما ألحّ أعضاء البرلمان الأوروبي على معرفة مدى جدوى الائتلاف الحكومي في حل الأزمة الجزائرية. وثمة من يقول ان أوروبا قد تربط انشاء لجنة تحقيق لحقوق الانسان في الجزائر في مقابل لجنة تحقيق حول الشبكات الارهابية في الخارج. على صعيد آخر، غادر رئيس النيجر ابراهيم باري ماينصارا صباح أمس الجزائر. وكان في وداعه الرئيس اليمين زروال. وانهى رئيس النيجر أمس محادثاته في الجزائر بلقاء على انفراد مع زروال.