أنهى الوفد البرلماني الاوروبي زيارة للجزائر، أمس، استمرت خمسة أيام التقى خلالها كبار المسؤولين في الدولة وممثلين للمجتمع المدني. وتزامنت مغادرة الوفد مع انفجارات هزت العاصمة وضواحيها مخلّفة قتيلين و28 جريحاً. وعقد الوفد الاوروبي قبل مغادرته مؤتمراً صحافياً مع وفد نيابي جزائري رأسه رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان السيد عبدالقادر حجّار، عُرضت فيه النقاط الاساسية التي تناولتها المحادثات بين الطرفين، من دون تحديد هل حصل اتفاق في شأنها أم لا. وسجل السيد حجار النقاط التي تم عرضها في بيان تمهيدي تُلي باللغتين العربية 8 صفحات والفرنسية 4 صفحات. وتضمن البيان اربع نقاط، اشارت الاولى الى ان الزيارة تندرج في اطار الحوار، فيما أكدت الثانية الصراحة والشفافية التي تميّز بهما هذا الحوار. وفي حين اشارت الثالثة الى تمكين الوفد الاوروبي من إجراء محادثات مع غالبية الفاعليات الوطنية في اطار نقاش وطني متنوع وتعددي، توقفت النقطة الرابعة عند الهدف العام من الحوار وهو ازالة الغموض وسوء الفهم والاطلاع على الوقائع والمعطيات الحقيقية. أما رئيس الوفد الاوروبي اندريه سولييه فأشار الى ان النقاش كان حراً، لافتاً الى "ان التجربة الديموقراطية في الجزائر لا تزال جديدة"، وان الجزائر "تتجه" الى تكريسها. وقال ان لدى الجزائريين "ارادة" لتعزيز الديموقراطية. وانه لمس ذلك من رئيس مجلس الامة السيد بشير بومعزة. وقال سولييه ان الوفد سيقدم بعد عودته الى اوروبا تقريرين أحدهما الى البرلمان الاوروبي والآخر الى رئاسة الاتحاد الاوروبي. وقال ان "أي سياسة لا تأخذ في الاعتبار كرامة الجزائريين الوطنية سيكون مصيرها الفشل". ورفض التعليق على منع السلطات تظاهرة أمس لجبهة القوى الاشتراكية. وكان النواب الأوروبيون رفضوا أي اتصال بالجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة، وكان لافتاً تمزيق رئيس الوفد النائب سولييه الثلثاء أمام الصحافيين رسالة من "الانقاذ" نقلها رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان المحامي علي يحيى عبدالنور. وكانت البعثة الاوروبية التقت، اول من أمس، رئيس المجلس الاسلامي الاعلى في الجزائر السيد عبدالمجيد مزيان بحضور رئيس الاساقفة في الجزائر المطران هنريه تيسيه. وعلى الصعيد الامني، أفاد بيان لأجهزة الامن ان قنبلة انفجرت قرابة الثامنة صباحاً قرب مدرسة في بئر خادم محافظة الجزائر، ما أدى الى مقتل شخص وسقوط اربعة جرحى. وذكر بيان ثان ان قنبلة أخرى انفجرت قرب مقهى في شارع باب الوادي بلدية القصبة، محافظة الجزائر مخلفة قتيلاً و17 جريحاً. وفي بيان ثالث ان سبعة أشخاص جرحوا في انفجار قنبلة في محل تجاري في شارع العقيد لطفي في العاصمة. الى ذلك، فرّقت قوات مكافحة الشغب أمس تجمعاً لمناصري جبهة القوى الاشتراكية قدرته الجبهة بألف شخص مصادر أخرى قدرته بنحو 300. وعقدت الجبهة بعد ذلك ندوة في مقرها نددت فيه بمنع المسيرة التي كان مقرراً ان تنطلق من مقر البريد المركزي الى ساحة اول ماي. ورفضت محافظة الجزائر السماح بالمسيرة على أساس أن منظميها لم يقدموا طلباً. على صعيد آخر رويترز، قال المدعي العام لمحكمة تيزي وزو ان عضواً في حزب معارض قتل اثناء استجوابه داخل مركز شرطة. واضاف في بيان نادراً ما يصدر مثله في حالات كهذه، ان كامل ناصف عضو حزب التجمع من اجل الثقافة والديموقراطية المعارض كان قيد الاستجواب في مستهل الاسبوع الماضي في مركز شرطة تيزي وزو. واضاف البيان الذي اذاعته وكالة الانباء الجزائرية في وقت متقدم ليل الاربعاء - الخميس: "اصيب كامل ناصف بجروح خطيرة بعدما اطلق محقق شرطة النار عليه. وتلقى الاسعافات الاولية إلا أنه توفي متأثراً بجروحه".