تعهد الرئيس الجزائري اليمين زروال صباح أمس لقادة الأحزاب الجزائرية الممثلة في المجلس الشعبي الوطني البرلمان بأن تجرى الانتخابات الرئاسية المقبلة في شباط فبراير 1999 بنزاهة وشفافية. والتزم متابعة العملية الانتخابية حتى أداء الرئيس الجديد المنتخب اليمين الدستورية. مبدياً استعداده لدرس أي اقتراح يتعلق بالحكومة التي تشرف على الانتخابات أو اللجنة المستقلة لمراقبتها أو مسألة دعوة مراقبين دوليين لمتابعة عملية الاقتراح. وحرص الرئيس الجزائري على طمأنة الأحزاب بالتزامه الشخصي لتعهداته. ونقل عن تأكيده استعداده للبقاء منفتحاً على كل "اقتراح بناء يستجيب للانشغالات المشتركة لتوفير الشروط التي تسمح للشعب الجزائري بالاختيار الحر لرئيسه المقبل". وأكد ان دعوته في 11 أيلول سبتمبر الماضي الى انتخابات مبكرة "ليست استقالة، لأن الاستقالة محددة في الدستور الجزائري، برحيل الرئيس ومجيء رئيس مجلس الأمة خلفاً له". وأوضح لزعماء الأحزاب انه شعر، بعد 5 سنوات من وجوده في السلطة، بضرورة تنظيم انتخابات رئاسية مسبقة، وأنه سيبقى حتى أداء الرئيس المنتخب اليمين. وفي ختام كلمته، اقترح برنامجاً للقاء من ثلاث نقاط هي: 1- شروط تنظيم الانتخابات وكيفية اجرائها. 2- طرق تنظيم المراقبة. 3- تحديد الموعد المناسب ليوم الاقتراع. بعد ذلك بدأ قادة الأحزاب المشاركة في اللقاء في عرض اقتراحاتهم. وكان يرافق كل رئيس حزب عضوان قياديان في حزبه. كما كان مع الرئيس زروال مستشاره الشخصي الجنرال محمد بتشين الى جانب عدد من طاقم الرئاسة. وبدا زروال منشرحاً وهو يستمع الى قادة الأحزاب السياسية. وغاب عن لقاء أمس السيد سعيد سعدي رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية الذي لم يقدم مبرراً لغيابه. وينتظر أن تصدر الرئاسة لاحقاً بياناً تحدد فيه موعد اللقاء الثاني مع الأحزاب الشرعية غير الممثلة في البرلمان. وعلى الصعيد الأمني رويترز قالت صحف جزائرية أمس الاربعاء ان اربعة جنود و18 متشدداً اسلامياً مسلحاً بينهم أمير "كتيبة النصر" الطاوي قدور قتلوا في بداية الاسبوع في معركة في جنوب غربي البلاد. وذكرت صحيفة "لوماتان" ان قوات الأمن حاصرت الاسبوع الماضي مخبأ للمتشددين في ولاية سعيدة قبل بدء المعركة التي استمرت 12 ساعة من مساء الاحد حتى صباح الاثنين. ونقل التلفزيون الرسمي عن قوات الامن ان 15 متشدداً قتلوا. لكنه لم يشر الى خسائر في صفوف القوات الحكومية. وقالت صحيفة "الخبر" ان مدنيين قتلا الاثنين في انفجار قنبلة زرعها اعضاء في "الجماعة الاسلامية المسلحة" في منطقة سيسف في ولاية سيدي بالعباس على بعد 370 كيلومتراً غرب العاصمة. ووفقا لقوات الامن انفجرت قنبلة الاحد قرب مدرسة في بلدة خميس التي تبعد 100 كيلومتر غربي الجزائر فقتل ثمانية اشخاص من بينهم اربعة تلاميذ وجرح 24 آخرون. وتشهد الجزائر اعمال عنف منذ مطلع 1992 عندما الغت السلطات انتخابات عامة كان الاسلاميون متقدمين فيها. وتقدر مصادر غربية عدد القتلى في اعمال العنف منذ ذلك الحين بأكثر من 65 ألف شخص.