لندن - رويترز - رجح خبراء استراتيجيون، على رغم القلق الذي أبدته كل من الولاياتالمتحدة واسرائيل من التجربة الايرانية لاطلاق صاروخ متوسط المدى، ان يكون الدافع وراء التجربة ما تعتبره طهران تهديداً من العراق وليس بهدف تهديد اسرائيل او دول خليجية عربية. وأشار محللون دفاعيون الى ان كلا من تل ابيب وواشنطن لديها صواريخ نووية قادرة على ضرب ايران. لكن حدة الشعارات المناهضة للولايات المتحدة واسرائيل التي يرددها الزعماء المتشددون في ايران، تجعل الدولتين تعتبران ان اي محاولة لايران لاعادة بناء قواتها المسلحة او تطوير قدراتها تهديداً. غير ان خبراء يعتقدون ان الهمّ الرئيسي لايران هو ردع اي تهديد عسكري جديد من الرئيس صدام حسين او من يخلفه. ويقولون ان توقيت اختبار الصاروخ عبّر عن رغبة المتشددين المحيطين بمرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي في تأكيد تفوقهم على الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي. إلا ان الهدف الاستراتيجي للتجربة يبدو دفاعيا اكثر منه هجومياً. وذكر الكولونيل ترنس تيلور، من "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" ان "العراق مصدر القلق الاساسي لايران". وأضاف "انهم يرون ان جهود الاممالمتحدة لنزع اسلحة العراق ربما بدأت تتراجع، وان صدام حسين قد يترك على قمة القيادة متحكما في بقايا برامج اسلحة الدمار الشامل. ويتعين عليهم التخطيط للمستقبل". وتابع تيلور "من وجهة نظر ايران فان القلق الحقيقي لا يأتي من جانب اسرائيل. التهديد الحقيقي كما يقولون يأتي من جانب جارهم". أما اريك ارنت، من "معهد دراسات السلام الدولي" في ستوكهولم، فقال ان ايران واجهت تهديدين عسكريين كبيرين لأمنها. وكتب في صحيفة "ديسارممنت ديبلوماسي" في عدد حزيران يونيو الماضي: "التهديد المزمن يأتي من جانب العراق، والتهديد الحاد من جانب الولاياتالمتحدة. أما احتمالات الحرب مع العراق فتظل اكبر من اي سيناريو آخر للحرب بالنسبة الى ايران". وتابع: "جهود ايران في مرحلة ما بعد الثورة للحصول على اسلحة غير تقليدية يمكن النظر اليها باعتبارها رداً على البرامج العراقية"، وان استيراد طهران صواريخ متوسطة المدى من كوريا الشمالية يجب ان ينظر اليه من المنظور نفسه. واوضح ان ايران واجهت خياراً بين سياسة "الطمأنة" التي تظهر في نبذها العلني للاسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية، المقترن مع قبولها التفتيش الدولي، وبين الردع بتطوير "خيار فعال للرد الانتقامي".