حشد الصرب قواتهم في بلديات بيتش وجاكوفيتسا وديتشاني الواقعة في المنطقة الغربية المحاذية للحدود بين كوسوفو وألبانيا وبدأت قصف القرى الألبانية فيها. جاء ذلك في وقت قررت الحكومة اليوغوسلافية توسيع الحزام الأمني الحدودي في كوسوفو بعمق خمسة كيلومترات داخل الأراضي الألبانية. واجتمع السفير الأميركي في مقدونيا كريستوفر هيل المكلف ملف كوسوفو مع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش ولم يصدر عن الاجتماع أي بيان الا أن تلفزيون بلغراد وصفه بأنه "كان مغلقاً واتسمت المحادثات فيه بالصراحة والرغبة في تسوية سلمية لمشكلة الاقليم من خلال حكم ذاتي واسع لسكانه الألبان". ونقلت الصحف الصادرة في سكوبيا امس عن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي خافيير سولانا ان الحلف مصر على الحل السلمي لأزمة كوسوفو "وان التدخل المسلح، اذا حصل سيقتصر على الفصل بين الأطراف المتحاربة". وأعلن رئيس الحكومة الاتحادية اليوغوسلافية مومير بولاتوفيتش عزم قوات بلغراد على توسيع الحزام الأمني الحدودي لكوسوفو في مناطق مختارة مسافة خمسة كيلومترات في عمق اراضي ألبانيا "للحد من تسلل الارهابيين". ووصف بولاتوفيتش اتهامات الحكومة الألبانية بسقوط القذائف اليوغوسلافية في أراضيها بأنها "لا أساس لها من الصحة وتدعو الى السخرية". وأفادت صحيفة "ناشابوربا" المستقلة الصادرة في بلغراد أمس ان حشوداً كبيرة من وحدات الجيش والشرطة تعززها الدبابات والمدفعية الثقيلة أخذت مواقع لها في هضبة "تابيا" وغيرها من المرتفعات والمناطق الاستراتيجية في المنطقة الغربية من الاقليم وبدأت قصف القرى "استعداداً لتطهير المنطقة بصورة شاملة من مقاتلي جيش تحرير كوسوفو". وندد الزعيم السياسي المعتدل في كوسوفو ابراهيم روغوفا بتوجه السلطات الصربية الى توسيع مجال المواجهات الدامية في الاقليم. وأفاد انه أجرى اتصالات مع أطراف دولية اطلعها على ابعاد التصرفات الصربية ودعاها الى "التدخل السريع لمنع تعرض السكان الألبان لمزيد من الاضطهاد والمذابح".