قطع التجمع الدستوري الديموقراطي الحاكم في تونس والاتحاد الاشتراكي الذي يتولى زعيمه السيد عبدالرحمن اليوسفي رئاسة الحكومة في المغرب، خطوة حاسمة في اذابة الجليد المتراكم بينهما. وعقد وفد من "الاتحاد"، رافق اليوسفي خلال زيارته لتونس قبل أيام، اجتماعاً مع الأمين العام ل "التجمع" السيد عبدالعزيز بن ضياء في مقر الأخير في العاصمة التونسية، تركز على تنقية الأجواء بين الحزبين. وزار الوفد الذي ضم أربعة وزراء من "الاتحاد" مقر "التجمع"، على هامش مشاركتهم في اجتماعات الدورة السادسة للجنة العليا المشتركة التي أنهت أعمالها الخميس الماضي، وضم الوفد وزير الشؤون الاجتماعية والتضامن والتشغيل والتدريب المهني الناطق باسم الحكومة السيد خالد عليوة ووزير الزراعة والتنمية الريفية السيد حبيب المالكي ووزير البريد والاتصالات السيد العربي جلول ووزيرة الدولة لشؤون المعوقين السيدة خديجة شقروني. وقالت مصادر مطلعة ان اللقاء أتاح اذابة الجليد وطي صفحة "الخضات" السابقة التي تعود الى حد بعيد الى تعاطي صحيفة "الاتحاد الاشتراكي"، الناطقة باسم حزب اليوسفي، مع الأوضاع الداخلية في تونس عندما كان "الاتحاد" لا يزال في المعارضة، وكذلك الى بعض الاحتكاكات في المحافل الحزبية الدولية، آخرها ترشيح اليوسفي بصفته الأمين العام الأول ل "الاتحاد" لمنصب نائب رئيس الاشتراكية الدولية في مؤتمرها الأخير، والذي لم يظهر "التجمع" حماسة له في البدء، قبل أن يعدل موقفه لاحقاً. وأضافت المصادر ان اجتماع وفد "الاتحاد" مع بن ضياء أتاح وضع كثير من النقاط على الحروف، وتنقية العلاقات بين الحزبين من رواسب التوتر السابق. وكان تدهور العلاقات بين الحزبين ألقى ظلالا كثيفة على العلاقات بين الحكومتين في السنوات الأخيرة على رغم ان "الاتحاد" كان في المعارضة، وشكل أحد العناصر التي ساهمت في جمود العلاقات الثنائية طيلة ثلاثة أعوام لم تستطع اللجنة العليا المشتركة خلالها عقد دوراتها العادية. وأتاح الاجتماع بين وفدي الحزبين وضع العلاقات على سكة الانسجام والتعاون وفتح آفاق جديدة للمرحلة المقبلة من عناوينها البارزة مشاركة وفد رفيع المستوى من "الاتحاد" برئاسة نائب الأمين العام الأول وزير التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية السيد محمد اليازغي في المؤتمر العام الثالث "للتجمع الدستوري" في نهاية الشهر في تونس.