بكين - رويترز، أ ف ب - اكد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ضرورة حدوث تحرك من جانب اسرائيل لاحياء عملية السلام في الشرق الاوسط، وقال امس الاربعاء في ختام زيارة للصين استغرقت ثلاثة ايام انه حظي بوعد من بكين بتقديم دعم مالي للسلطة الفلسطينية. ورداً على سؤال عما اذا كان سيعود الى طاولة المفاوضات مع اسرائيل قال عرفات للصحافيين: "لسنا ضد اجراء محادثات ولكننا في حاجة الى نتائج لا الى محادثات" واستطرد قائلا "من الواضح تماماً انهم الاسرائيليين يحاولون التهرب من تنفيذ ما اتفق علىه بيننا وبينهم بدقة وأمانة". واضاف "انني لا أطلب القمر" وتقول الولاياتالمتحدة ان اسرائيل والفلسطينيين اتفقوا على اجراء محادثات مباشرة لكسر جمود عملية السلام المستمر منذ 16 شهراً. غير ان عرفات امتنع عن التعقيب على اي مفاوضات محتملة وقال ان نتانياهو "رفض حتى الآن اعطاء رد ايجابي على المبادرة الاميركية، ولم أتلق اي دعوة مباشرة لمواصلة عملية السلام". وتقول الولاياتالمتحدة ان من غير المتوقع ان يلتقي عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وجها لوجه. ويرفض نتانياهو اقتراحاً اميركياً بانسحاب اسرائيلي على ثلاث مراحل من نسبة 13 في المئة اخرى من الاراضي المحتلة في الضفة الغربية، تقابله مرحلياً اجراءات فلسطينية على صعيد الامن. وقبل عرفات اقتراح واشنطن. وتسيطر السلطة الفلسطينية حالىاً سيطرة كاملة او جزئية على 27 في المئة من اراضي الضفة الغربية. وزار عرفاتالصين سعياً الى الحصول على مساعدتها في احياء محادثات السلام المتجمدة مع اسرائيل. وبعد ثلاثة ايام من المحادثات مع الزعماء الصينيين ومن بينهم الرئيس جيانج زيمين ورئيس الوزراء جو رونغو، قال عرفات ان دعم بكين "مهم للغاية للقضية الفلسطينية والنضال الفلسطيني" وقال باقتضاب "وقعنا اتفاقات بين الصين وفلسطين للحصول على مساندة مالىة صينية للسلطة الفلسطينية" وتساند الصين تقليدياً منظمة التحرير الفلسطينية وان كانت أقامت علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل عام 1992. وتتمتع الصين بنفوذ لدى دول رئيسية في الشرق الاوسط وبخاصة ايران والعراق وسورية، مما يزيد من أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه في عملية السلام. واقترح عرفات امس القيام بوساطة في الخلاف القائم بين الهند وباكستان منذ قيام البلدين بتجارب نووية في أيار مايو الماضي. وقال خلال المؤتمر الصحافي: "كما تعرفون فإنني قمت في الماضي بوساطة بين رئيس الوزراء الباكستاني ذو الفقار علي بوتو ورئيسة الوزراء الهندية انديرا غاندي وتوصلنا الى اتفاق". واضاف الرئيس الفلسطيني الذي غادر بكين امس متوجها الى اسلام اباد "نحن مستعدون لانتهاج الخط نفسه لأننا متمسكون بأن يقيم البلدان علاقات جيدة". وساهم عرفات في 1972 في التوصل الى اتفاقات سيملا التي وافقت بموجبها الهند وباكستان على تسوية خلافاتهما الثنائية بالتفاوض بما في ذلك مسألة كشمير. والاثنين اشاد عرفات بالتجارب النووية الباكستانية خلال محطة اولى في اسلام اباد وهو في طريقه الى بكين. واعتبر المسؤول الفلسطيني ان تطور القدرات النووية الباكستانية "ايجابي جداً" بالنسبة الى العالم العربي الاسلامي.