الجزائر - أ ف ب - اعلنت الجزائر وايطاليا قرارهما "استئناف" الحوار و"تعزيز" التعاون المشترك بعد فترة من الركود والتراجع استمرت اكثر من ثلاث سنوات. وفي مؤتمر صحافي مشترك عقد في العاصمة الجزائرية أول من امس، اكد وزيرا الخارجية الجزائري السيد احمد العطاف والايطالي لامبرتو ديني انهما اوجدا "ظروف" هذه الافاق الجديدة. وأنهى ديني مساء الاثنين زيارة استغرقت 48 ساعة للجزائر استقبله خلالها الرئيس اليمين زروال ورئيس الحكومة احمد اويحيى ووزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي. وتعكرت العلاقات بين الجزائر وايطاليا في السنوات الاخيرة من جراء عقد مؤتمر في كانون الثاني يناير 1995 لقسم من المعارضة الجزائرية في روما تحت اشراف مجموعة سانت ايجيديو الكاثوليكية واغتيال سبعة بحارة ايطاليين في احد مرافئ شرق الجزائر. وعن قرار استئناف الحوار بين البلدين في الوقت الحالي، قال ديني ان "الظروف اليوم بدأت تتوافر اثر التطور المناسب الذي شهدته الجزائر في السنتين الماضيتين". واضاف "اذا كان في امكاننا عرض صورة للجزائر اليوم بالمقارنة مع صورتها قبل ثلاث سنوات فيمكننا ان نرى بوضوح التغيرات الحاصلة. فالاهداف التي تحققت في مكافحة الارهاب المتزمت وفي ارساء قواعد اقتصاد السوق عظيمة جداً". وأبدى ديني "حماسته الشديدة" ل "تعزيز التعاون المشترك وتكثيف الحوار السياسي" بين البلدين. وقال: "انطباعي أفضل مما كان يمكن أن أخذه من واقع قراءتي للصحف أو الأوراق الديبلوماسية. اعتقد ان الوضع في تحسن". وأوضح ان الجزائر أحرزت تقدماً على ثلاث جبهات هي الجبهة السياسية والاقتصادية والحرب ضد "العنف والارهاب". وزاد، ان الجزائر حققت تقدماً أكبر مما كان متوقعاً في تبني ديموقراطية وتعددية وابداء رغبة في الانفتاح على أوروبا. و"حان الوقت لتعزيز العلاقات مع هذا البلد. الجزائر بحاجة الى مزيد من الاهتمام وقسط أكبر من النشاط". وأشار الوزير الايطالي الى ان بلاده ستنقل الانطباع الايجابي نسبياً عن الجزائر الى سلسلة اجتماعات الاتحاد الأوروبي مع الدول المتوسطية. اما العطاف فقال ان زيارة ديني للجزائر اتاحت تحديد اسباب جمود العلاقات الجزائرية - الايطالية سواء على الصعيد السياسي او في مجال التعاون "بكثير من الصراحة والصدق". واضاف: "اعتقد ان في امكاني القول انه بفضل المناقشات التي اجريناها يمكن ايجاد المناخ الشامل الضروري للانتعاش الجيد للعلاقات بين البلدين"