أكد وزير الخارجية الإيطالي لامبرتو ديني لپ"الحياة" أن سياسة "عزل" إيران تلحق الضرر باستقرار المنطقة، وأشار إلى فشل الحوار النقدي الذي أجراه الاتحاد الأوروبي مع طهران. وقال ان لدى حكومته "إرادة سياسية واضحة في تعزيز العلاقات مع إيران، وممارسة دور فاعل في إرساء حوار حقيقي بين إيران والمجتمع الدولي". وأشار الوزير الإيطالي الذي يزور طهران، إلى أن "المناخ مهيأ لاستئناف علاقات طبيعية مع إيران، خصوصاً أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة في هذا البلد ساهمت إلى حد كبير في تهيئة الأجواء ودفعت في اتجاه تطبيع علاقات إيران وأوروبا". ولفت إلى قرار الاتحاد الأوروبي أخيراً معاودة الاتصالات مع طهران على مستوى وزاري، مؤكداً ارتياح ايطاليا إلى هذا القرار الذي وصفه بأنه "استجابة للتطورات والتغيرات التي تجري في إيران، ورغبتها في توسيع علاقاتها مع أوربا". وأعلن ديني أن روما تريد أن تكون جسراً بين إيران والغرب، مشدداً على أن "ايطاليا تؤمن بضرورة مواصلة الحوار مع طهران وتعتقد أن عزل ايران يلحق الضرر باستقرار المنطقة". وديني هو أول وزير خارجية أوروبي يزور إيران بعد قرار الاتحاد الأوروبي رفع الحظر عن الاتصالات الوزارية مع هذا البلد. وفي مؤتمر صحافي عقده ونظيره الإيراني كمال خرازي في مقر وزارة الخارجية في طهران، شدد ديني على أن "الحوار النقدي الذي كان قائماً بين الاتحاد الأوروبي وإيران لم ينجح، ونريد حواراً مفتوحاً وصريحاً، وهذا قرار مشترك" لدى الطرفين. وحرص على إظهار ما "تتميز" به العلاقات الايطالية الإيرانية ويجعلها أكثر تقدماً على المستوى الأوروبي، وأوضح أن "العلاقات الثنائية في تقدم مضطرد وتتجه إلى أن تشمل كل المجالات، وليست لدينا أي حدود في علاقاتنا مع إيران التي نكنّ الاحترام لها ولنظام الجمهورية الإسلامية". وزاد أن "روما ترى ضرورة الاستمرار في حوار سياسي مع طهران وتعزيز العلاقات الاقتصادية ودعم الاستثمارات الإيطالية في إيران". وحض الإيرانيين على تذليل العقبات الإدارية والبيروقراطية ومنح تسهيلات لتشجيع الاستثمار وزيادة التبادل. ولم يجد الوزير الإيطالي حرجاً في إعلان موقف صريح في قلب طهران التي تضم توجهات وقوى سياسية متنوعة، وقال إن "للتوجهات الجديدة" لحكومة الرئيس سيد محمد خاتمي والتي أعلنتها في علاقاتها الخارجية "أهمية سياسية كبرى دفعت الاتحاد الأوروبي إلى اتخاد قرار استئناف الاتصالات الوزارية وتحسين العلاقات مع إيران. إن أمل المجتمع الدولي تعزز، وهو بات متشجعاً لتطوير العلاقات مع الجمهورية الإسلامية". ونبه إلى أن "هذه المرحلة الجديدة يمكن أن تحدث تغييرات جدية لمصلحة إيران، وبما يساعد في الحفاظ على مصالح المنطقة برمتها". واعتبر أن إرساء علاقات "وثيقة" بين أوروبا وإيران هو "الأمر الطبيعي"، مشدداً على أن الأحكام القضائية الألمانية في قضية ميكونوس والتي فجّرت الخلاف بين ألمانياوطهران وتسببت في أزمة ديبلوماسية بين إيران والاتحاد الأوروبي، كانت مسألة "عرضية". وذكر ديني أن "ايطاليا بل غالبية دول الاتحاد لم تفكر في قطع علاقاتها مع طهران، وما حصل كان استدعاء موقتاً للسفراء الأوروبيين ودلالة على نوع من التضامن مع ألمانيا". وأشاد خرازي بموقف إيطاليا من تلك القضية والجهود التي بذلتها من أجل تطبيع العلاقات بين طهران والدول ال 15 الأعضاء في الاتحاد. وأكد أن لزيارة ديني "أهمية خاصة" مشدداً على أن "مرحلة تبادل الانتقادات بين إيران وأوروبا انتهت، وبدأ عهد العمل المشترك، وعلينا أن نتطلّع إلى المستقبل ونوسع مجالات التعاون". وأوضح أن محادثاته مع نظيره الإيطالي "شملت العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية ودولية، أكدنا أن الجمهورية الإسلامية مستعدّة للتعاون مع الدول الأوروبية لمعالجة قضايا إقليمية ودولية" علماً أن إيران ترأس الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وسيغادر ديني طهران اليوم، بعد لقاء مع خاتمي ورئيس البرلمان علي أكبر ناطق نوري وجولة في مدينة أصفهان. الى ذلك أكد ديني ان رئيس البرلمان الايطالي سيزور طهران قريباً. ونقلت "وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية" الإيرانية عن الوزير قوله خلال لقائه رئيس البرلمان الايراني علي اكبر ناطق نوري: "بتفعيل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وايران، ستدرك أميركا أكثر الدور المهم لإيران في المنطقة، وستكون مضطرة لتغيير سلوكها".