صرح السفير أحمد سنوسي، ممثل المغرب في الأممالمتحدة، بأن "لا مبرر" لعقد اجتماع جديد بين المغرب و"بوليساريو" في هيوستن. ونقلت جريدة "الصحراء" في الدار البيضاء أمس عن سنوسي قوله: "إن لقاء من هذا النوع ليس له ما يبرره، لأن المهم هو التزام احترام معايير تحديد الهوية التي أقرتها الأممالمتحدة". لكنه توقع أن يتضمن التقرير المقبل لكوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة اقتراحاً لجهة تمديد مهمة "المينورسو" التي انتهت الشهر الماضي. بيد أن مصادر مطلعة رأت أن في إمكان الأمين العام للأمم المتحدة أن يطرح تصورات جديدة لمواجهة المأزق الذي تجتازه عمليات تحديد الهوية، بخاصة أن الفترة التي حددتها للانتهاء من هذه العمليات في غضون أقل من شهرين، ليست كافية لدرس الطلبات كافة. ولاحظت مصادر صحراوية ان لجنة تحديد الهوية التي كانت أقرت خطة لتسجيل السكان المتحدرين من أصول صحراوية في مدينتي قلعة السراغنة وسيدي قاسم خارج المناطق المتنازع عليها واللتين يعيش فيهما عدد كبير من الصحراويين، لم تبدأ بعد. في حين ان أعداد المسجلين حتى الآن تجاوزت مئة ألف بقليل، وهو رقم أقل كثيراً من التقديرات التي كانت تشير إلى أن عدد المتحدرين من أصول صحراوية يبلغ نحو 300 ألف موزعين بين المحافظات الصحراوية الواقعة تحت نفوذ المغرب، ومخيمات "بوليساريو" في تيندوف وشمال موريتانيا حيث يعيش عدد من النازحين الصحراويين. ويسود اعتقاد أن المأزق الذي تجتازه عمليات الاعداد لاستفتاء الصحراء المقرر في السابع من كانون الأول ديسمبر المقبل يهدد العملية السلمية برمتها. فقد صدرت انتقادات من طرف مسؤولين مغاربة ركزت على أن الحسم في عمليات تحديد الهوية، وعدم استبعاد أي من الاشخاص المتحدرين من أصول صحراوية، هو السبيل لضمان اجراء استفتاء حر ونزيه للتعبير عن الإرادة، في حين صدرت عن مسؤولين في بوليساريو تصريحات، لجهة عقد اجتماع جديد في هيوستن يرعاه الوسيط الدولي جيمس بيكر للتغلب على الصعوبات الراهنة. وكان منتسبون إلى جمعيات تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان طالبوا المجتمع الدولي باجراء تحقيق في أوضاع أكثر من مئتي معتقل صحراوي في أحد سجون مخيمات تيندوف. وقال السيد إبراهيم بويضة رئيس جمعية "أولياء الصحراويين المغتالين أو الذين خضعوا للتعذيب" في مؤتمر صحافي في أكادير: "ندعو منظمات حقوق الإنسان الدولية إلى مساعدتنا في البحث عن الصحراويين المختطفين". وقال المسؤول، الذي قضى ما يزيد على 17 عاماً في أحد سجون "بوليساريو": "إن عائلات المفقودين الصحراويين تعاني محنة حقيقية بسبب عدم توافر أي معلومات عن مصير ابنائها وأقاربها". يذكر أن اتفاقات هيوستن ركزت في جانب منها على ضرورة البدء في اطلاق الأسرى والمعتقلين، وإعداد الاجواء الملائمة لمعاودة توطين اللاجئين الذي يفترض أن تحصي عددهم المفوضية العليا للاجئين. وقد أجرى الديبلوماسي تشارلز دنبر، موفد الأمين العام للأمم المتحدة، في الفترة الأخيرة محادثات في الرباط وفي تيندوف، بعد جولة قادته إلى جنيف ونيويورك للبحث في تفعيل خطة السلام الدولية. إلا أن مساعيه تواجهها الصعوبات أقلها أنه لا يمكن الانتقال إلى تنفيذ بقية الاجراءات ذات الصلة بالاستفتاء من دون انتهاء عمليات تحديد الهوية، والاتفاق على القوائم النهائية لإعداد السكان المشاركين في الاقتراع.