في كرة القدم "قصص عائلية" كثيرة كالاب والابن اللذين لعبا سوياً مع المنتخب الايسلندي الوالد 38 عاماً والابن 18 عاماً قبل سنتين، والاخوين بوبي وجاكي تشارلتون اللذين احرزا كأس العالم 1966 مع انكلترا، والتوأم الهولندي فان در كيركوف اللذين لعبا الى جانب كرويف في السبعينات، لكن قصة التوأم الهولندي الجديد فرانك ورونالد دي بور متشابهة الى حدّ بعيد حتى أن بوسع واحد ان يحل بدل الآخر من دون ان يتغير شيء. رونالد وفرانك اللذان يلعبان اليوم مع هولندا على المركز الثالث في المونديال الفرنسي ولدا قبل 28 عاماً في مدينة هورن التي تبعد 40 كلم شمال امستردام. ولمحبي الدقة خرج رونالد من بطن أمه قبل فرانك بعشر دقائق فقط. والشبه بينهما كبير جداً ليس في معالم الوجه فحسب بل في طول القامة والوزن فرانك 79.1 م و75 كلغ، ورونالد 80.1 م و79 كلغ. خاضا مباراتهما الاولى مع اياكس العام 87 ضد الخصم ذاته في مباراتين مختلفتين! ودخل رونالد في المباراة ضد فريق زفوله والنتيجة 4-2 لاياكس ثم عادل الخصم قبل ان يفوز اياكس 6-4. أما فرانك فدخل في مباراة ضد الفريق ذاته واياكس متقدماً بهدف قبل ان يخسر 1-4. وكلاهما متزوج وأب لطفلتين... ولزيادة التشابه بينهما اشتريا الساعة ذاتها فبات التفريق بينهما صعباً الى درجة كبيرة. وهما يعشقان كرة المضرب ورياضة الغولف... والفارق بين سجلي اللاعبين بسيط جداً ولا يتعدى لقب كأس الاتحاد الاوروبي العام 92، إذ كان رونالد مع فريق تونتي انشكيده، عندما توج أياكس بطلا للمسابقة. وعندما كانا يلعبان مع فريق للهواة اكتشفهما لويس فان غال الذي كان يعمل وقتها في مدرسة الناشئين الشهيرة لنادي اياكس. فلفتا نظره وطلب منهما الانخراط في تدريبات براعم اياكس. وحرصت والدتهما على مرافقتهما في السيارة يومياً الى التدريبات والمباريات وقضت ساعات على الطرقات بين هورن وامستردام لكنها لم تندم على ذلك ابداً. ولقي التوأم تشجيع الوالدين طول الطريق خصوصاً ان الاب كان لاعباً جيداً سابقاً في صفوف فريق أي زد ألكمار، لكن الاصابة في الفخذ حرمته من اكمال مسيرته وبالتالي من اللعب مع المنتخب. وشجع الوالد التوأم على لعب كرة القدم كلما سنحت الفرصة وأراد من خلالهما تحقيق انجازات لم يحققها هو نفسه، وهو اليوم فخور جداً بهما وبالمرحلة التي بلغاها. وعانى الوالد كثيراً مع افتراق التوأم العام 90 عندما ارغم المدرب السابق لاياكس ليو بينهاكر رونالد على ترك النادي فانضم الى تونتي انشكيده، وفي غيابه احرز اياكس كأس الاتحاد الاوروبي فقط، في حين تألق هو مع تونتي موسمين. وكم كانت فرحة الوالد كبيرة عندما تسلم لويس فان غال تدريب اياكس خلفاً لبينهاكر وعرض على الفور مبلغ مليون دولار لإعادة رونالد الى اياكس فتحقق الامر سريعاً. ويحترم الاخوان فان غال كثيراً ويعتبرانه افضل مدرب في العالم، يقدم الكثير داخل الملعب وخارجه ولا ينسى التفاصيل الدقيقة ك"تاريخ ميلاد اللاعب وزوجته ابداً". وقد يلحق اللاعبان بالمدرب الى برشلونه بعد المونديال الحالي لان الفريق الاسباني تقدم بعرض لضم فرانك وقد يلحق به عرض لرونالد. لكن اياكس متمسك بلاعبيه ولن يدعهما يذهبان قبل نهاية عقديهما العام 2000 إلا مقابل مبلغ كبير. ولعب فرانك دولياً لاول مرة العام 90 ضد ايطاليا وانتهت المباراة بالتعادل السلبي، في حين خاض رونالد مباراته الدولية الاولى العام 93 عندما فازت هولندا على سان مارينو بستة اهداف. ومنذ تلك الفترة بات اللاعبان اساسيين في المنتخب "البرتقالي" وخاضا المونديال الاميركي قبل اربع سنوات والمونديال الفرنسي، وقد يخوضان المونديال المقبل ايضاً في كوريا واليابان بعد اربع سنوات. وعانى رونالد بعض الشيء لانه لعب في مراكز عدة مع المنتخب قبل ان يفرض نفسه تماماً حتى انه بات احدى الشخصيات القوية في الفريق ويوجه رفاقه اللاعبين في اوقات كثيرة. وأحرز التوأم القاباً عدة مع اياكس: الدوري الهولندي خمس مرات 90 و94 و95 و96 و98 وكأس هولندا 93 و98 وكأس ابطال اوروبا 95 وكأس العالم للاندية 95. ويضاف لفرانك لقب كأس الاتحاد الاوروبي 92. ويخوض رونالد اليوم ضد كرواتيا مباراته الدولية ال 46 وسجل 12 هدفاً في حين يخوض فرانك مباراته الدولية ال 61 وسجل خمسة اهداف. مسيرتا التوأم دي بوير متشابهتان الى حدّ بعيد، ويؤكد فرانك "ندرك ان الحياة والمهنة ستفرق بيننا يوماً ما لكننا نتمتع بما يحصل لنا الآن ويعرف كل واحد منا اسلوب لعب الآخر، ما يفيدنا ويفيد الفرق التي نلعب لها". وكان فرانك ورونالد يأملان في اضافة اللقب العالمي الى سجلهما لكن ذلك تبخر ضد البرازيل في نصف نهائي المونديال الحالي، وستكون الفرصة سانحة امامهما لتحقيق لقب دولي مع البرتقالي بعد عامين في كأس الامم الاوروبية التي تستضيفها هولندا بالاشتراك مع جارتها بلجيكا.