دخل ويسلي سنايدر تاريخ الكرة الهولندية من الباب الواسع، بعدما استطاع أخيراً قيادة منتخب «الطاحونة» للفوز على البرازيل بهدفين لهدف بتسجيله الهدف الثاني الحاسم ليبلغ المنتخب «البرتقالي» نصف نهائي مونديال 2010، ولم يكتفِ سنايدر بذلك بل أصبح اللاعب الهولندي الوحيد الذي يتمكن من هز شباك منتخب «السامبا» بعد 36 عاماً، ونسخ إنجاز مواطنه الأسطورة يوهان كرويف، عندما سجل الجناح الهولندي الطائر هدف الفوز في شباك البرازيل في كأس العالم 1974، وكان أيضاً الهدف الثاني بعد زميله جوان نييسكينز ليفوز المنتخب الهولندي بهدفين نظيفين في دورتموند ضمن الدور الثاني. وقال عنه مدرب إنتر ميلان السابق وريال مدريد الإسباني الحالي البرتغالي جوزيه مورينيو: «لا أدري كيف تخلى عنه ريال مدريد، في بعض الأحيان المنطق مفقود في بعض الأندية، ومن الصعب فهم هذا الأمر». وكان النادي الملكي ضم سنايدر «مايسترو» نادي أياكس أمستردام مقابل 27 مليون يورو صيف عام 2007، وكان سنايدر الذي يطلق عليه لقب «أمير أوتريخت» أحد أبرز اللاعبين في صفوف منتخب بلاده خلال تصفيات كأس العالم 2006، لكنه خاض خمس مباريات فقط في التصفيات المؤهلة إلى مونديال جنوب أفريقيا، لكن على رغم ذلك، فإن المدرب بيرت فان مارييك يعتمد عليه كثيراً في إدارة اللعب الهجومي في صفوف المنتخب «البرتقالي». وتبدو ثقة سنايدر بنفسه عالية وهو في كامل لياقته البدنية، ويملك المؤهلات كافة ليبرز موهبته الخارقة، كما فعل في كأس أوروبا 2008 إذ لعب أساسياً، ولعب في صفوف منتخبات بلاده تحت 17 سنة وتحت 19 سنة وتحت 20 سنة، واختير أفضل لاعب في المباراتين اللتين شهدتا فوزين لافتين لمنتخب بلاده على إيطاليا وفرنسا في النهائيات الأوروبية قبل عامين، وقبل خمسة أعوام وتحديداً في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2003 من دون سنايدر أول سطر في كتاب نجوميته كأحد المواهب الصاعدة، عندما سجل هدفين وصنع أربعة أهداف خلال المباراة التي انتهت بفوز هولندا على اسكتلندا بسداسية نظيفة. ويستطيع سنايدر التسديد بالقدمين، ويملك تمريرات متقنة لا مثيل لها في الملاعب الأوروبية، كما يستطيع تسريع إيقاع اللعب أو إبطاءه عندما تقتضي الضرورة ذلك، وهو اختصاصي في تنفيذ الركلات الثابتة كما أن قوة تسديداته تسمح له بتسجيل أهداف استعراضية كما فعل ضد سيينا بتسجيله ثنائية رائعة في كانون الثاني (يناير) الماضي، وليس من الصدفة بأن إنتر ميلان يكاد لا يخسر أي مباراة عندما يلعب سنايدر أساسياً. ونشأ سنايدر في صفوف أياكس أمستردام، وخاض في صفوفه أول مباراة رسمية في الدوري الهولندي، عندما كان في ال 18 من عمره، وأمتع صانع الألعاب المتألق جمهور ملعب «أرينا» وبات عنصراً أساسياً في الفريق الذي توّج بطلاً موسم (2003-2004) وأحرز مع أياكس أمستردام أيضاً كأس هولندا عام 2006، قبل أن يتركه في العام التالي بعد أفضل موسم له في صفوفه (سجل 18 هدفاً)، إذ كانت بدايته في «الليغا» الإسبانية مشجعة، خصوصاً أنه سجل هدفاً حاسماً في «دربي مدريد» في أول مباراة رسمية له في الدوري المحلي، إذ أوكل إليه بيرند شوستر مفاتيح اللعب في النادي «الملكي». ونجح سنايدر في موسمه الأول من خلال تسجيله تسعة أهداف في 30 مباراة، وتوّج بطلاً لإسبانيا، غير أن الموسم الثاني كان مخيباً للآمال بسبب إصابة تعرض لها خلال فترة الاستعدادات، فغاب عن صفوف فريقه ثلاثة أشهر وفشل لدى عودته في فرض نفسه أساسياً، وانضم إلى إنتر ميلان في آب (أغسطس) عام 2009، ووقع عقداً لمدة خمسة أعوام، وكانت مباراته الرسمية الأولى في إيطاليا هي «دربي ميلانو» وحقق إنتر ميلان فوزاً ساحقاً على جاره ميلان بأربعة أهداف من دون رد، وكان سنايدر أحد مفاتيح الفوز الكبير وأمتع جمهور ملعب جيوسيبي مياتزا كثيراً، بفضل براعته في صناعة اللعب وتحركاته الرائعة، وأمضى سنايدر موسماً أولاً رائعاً في صفوف «النيراتزوري» وها هو يطمع في العودة إلى بلاده رافعاً كأس العالم الحالية.