عندما استلم المدرب ديك ادوفكات مهمة الاشراف على المنتخب الهولندي خلفا للويس فان غال بعد فشل الاخير في قيادته الى نهائيات مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان قرر عدم اجراء اي تعديلات جذرية على صفوف المنتخب (البرتقالي). وجدد ادفوكات بالتالي الثقة باللاعبين الذين خدموا المنتخب منذ عام 1996 مشيرا الى ان كبرياءهم لن يسمح لهم بالغياب مرة جديدة عن بطولة كبيرة. واوضح ادفوكات ايضا ان التغيير مستحيل لان الجيل الجديد ليس جاهزا لحمل المشعل. وبدا في مطلع التصفيات ان ادفوكات على حق من خلال تحقيق المنتخب فوزين كبيرين على بيلاروسيا 3-صفر خارج ارضه وعلى النمسا بالنتيجة ذاتها على ملعبه. وكانت المعنويات عالية جدا بالتالي عندما واجهت هولندا منافستها الرئيسية في المجموعة وهي تشيكيا في روتردام. وكان الجميع يتوقعون ان تفوز هولندا ويحتفل قائدها فرانك دي بوير بخوضه 100 مباراة ودية وهو اول هولندي ينال هذا الشرف لكن تشيكيا بقيادة لاعب وسطها بافل ندفيد افضل لاعب في اوروبا العام الماضي انتزعت تعادلا ثمينا 1-1 عندما رد ميلان باروش على هدف رود فان نيستلروي. وانقلبت الصحافة المحلية ضد المنتخب واتهمت اللاعبين بانهم لا يكترثون بالمشاركة في النهائيات. وتأثرت العلاقة بين الصحافة واللاعبين وانعكس ذلك سلبا على اداء المنتخب الذي عانى الامرين ليحقق فوزين صعبين بفارق هدف واحد على مولدافيا وبيلاروسيا. وطالب النقاد بضم بعض نجوم الجيل الجديد وعلى رأسهم مهاجم اياكس المتألق رافاييل فان در فارت وزميله ويسلي سنايدر واريين روبن وباستبعاد لاعبين اساسيين في التشكيلة وهم كلارنس سيدورف وادغارد دافيدز وباتريك كلويفرت. لكن ادفوكات لم يصغ اليهم باستثناء استبعاده سيدورف لفترة وجيزة. وهاجم ادوفكات المنتقدين معتبرا انهم غالوا كثيرا في الحملة خصوصا ان المنتخب لا يزال يحتفظ بأمل كبير لبلوغ النهائيات. بيد ان الامل تبخر في التأهل المباشر عندما التقى المنتخبان التشيكي والهولندي في براغ في مباراة حاسمة. واستهل المنتخب الهولندي المباراة باسوأ طريقة ممكنة اذ طرد لاعب وسطه دافيدز بعد مرور ربع ساعة فقط قبل ان يخسر المباراة 1-3. واستمر ادفوكات في عناده واعتماده على ثنائي الهجوم فان نيستلروي وكلويفرت على الرغم من عدم تفاهم الاثنين واشركهما في مباراة ذهاب الملحق ضد اسكتلندا التي فازت 1-صفر في غلاسكو. واضطر ادفوكات للاذعان الى صوت النقاد وسط حراجة الموقف، وفي مباراة الاياب اشرك فان نيستلروي الى جانب فان در فارت، واستبعد فرانك دي بوير واشرك مكانه سنايدر، فكانت النتيجة فوزا ساحقا لهولندا بستة اهداف نظيفة كان نصيب فان نيستلروي منها ثلاثة اهداف وسنايدر الهدف الافتتاحي، ليتنفس مواطنوه الصعداء ذلك لان غياب المنتخب الهولندي عن بطولة كبيرة للمرة الثانية على التوالي كان سيعتبر كارثة حقيقية. وقد اثبت الفوز ان هولندا في حاجة الى دماء شابة الى جانب المخضرمين الذين فازوا بكل شيء تقريبا في صفوف انديتهم ويعتبر المنتخب الهولندي من المرشحين لاحراز اللقب وهو يضم في صفوفه اكثر من ورقة رابحة خصوصا في الهجوم لوجود هداف بايرن ميونيخ روي ماكاي بالاضافة الى بيار فان هويدونك. وقد تكون المشكلة الوحيدة في هولندا في خط الدفاع، لانه باستثناء العملاق ياب ستام، فان زملاءه الاخرين وهم فيليب كوكو وجيوفاني فان برونكهورست واندريه اوير وجون هيتنيغا جميعهم لعبوا سابقا في خط الوسط. وخاضت هولندا كأس الامم الاوروبية 6 مرات واحرزت اللقب مرة واحدة عام 1988 بقيادة الثلاثي الشهير ماركو فان باستن ورود خوليت وفرانك رايكارد.