ساد ارتياح عام الاوساط الرسمية في الجزائر اثر تمكن قوات الامن اول من امس من قتل "امير الجماعة الاسلامية المسلحة" في العاصمة عثمان خليفة الملقّب ب "حسين فليشا" 22 عاماً. لكن هذا الارتياح قوبل بتخوف في بعض الاوساط الشعبية من خطوة انتقامية يمكن ان تقوم بها "الجماعة" رداً على قتل مسؤولها البارز. وعرض التلفزيون الجزائري مساء الخميس صور الاسلاميين ال 11 الذين قتلتهم قوات الامن في بوزريعة. وتلا مسؤول في قوات الامن اسماء الاشخاص الممددين ارضاً وبعضهم ملطخ بالدم فيما كانت الكاميرا تظهرهم واحدا تلو الاخر. واضافة الى جثة "فليشة"، ظهرت جثتان بعينين جاحظتين ووجهين فتيين مغطيين بالدماء والغبار. وعرض التلفزيون ايضاً كمية من الاسلحة المصادرة: مسدسات رشاشة ومسدسات الية ورماح وخناجر بالاضافة الى ثياب نسائية كانت قد سرقت خلال المجزرة التي وقعت في بلدة سيدي يوسف المجاورة في الخامس من أيلول سبتمبر الماضي حسب ما قال المسؤول الذي كان يعلق على الصور. وكانت "القوات الخاصة" المكلفة مكافحة الارهاب في محافظة الجزائر أنهت بنجاح مساء اول من امس مهمة بدأت بتنفيذها قبل نحو شهر هدفها القضاء على مجموعة "فليشا". وأُعطيت لاعضاء الفرقة الامنية اجازة تستمر حتى نهاية الاسبوع. واستطاعت القوة الامنية ان تصل الى مجموعة مسلحة تتكون من 18 عضواً، يقودها "الأمير" عثمان خليفة المدعوة "فليشا" تصغير سهم، وهو واحد من العناصر التي خصصت السلطات مكافأة تتجاوز 50 الف دولار لمن يرشد اليها. ونجحت "القوات الخاصة" في اخراج المجموعة من المناطق الشعبية مثل باب الوادي والقصبة، ووادي قريس، وتدفع بهم نحو غابة بينام في اعالي الجزائر بوزريعة. بعد ذلك نجحت القوات الخاصة في شق جمعة "فليشا" مجموعتين: الاولى تتكون من 7 عناصر قتلوا جميعاً قبل ثلاثة ايام. اما المجموعة الثانية التي تضم "فليشا" نفسه فكانت تتكون من 11 عنصراً قتلوا اول من امس. وبدأ الاشتباك مع هذه المجموعة الثلثاء الماضي لينتهي زهاء السادسة مساء اول من امس. لكن مقتل "امير الجماعة" لم يتأكد سوى صباح الخميس. وبذلك، تكون "القوات الخاصة" انهت اطول مطاردة "امنية" للمجموعة التي تعتبر من اخطر المجموعات التي اغتال عشرات من افراد قوى الامن، وتنسب اليها عمليات التفجير التي وقعت اخيراً شمال غربي العاصمة. وعلى رغم ان القضاء على "فليشا" ترك ارتياحاً كبيراً في المؤسسات الرسمية، وجعل المناطق الشعبية تتحرر من ضغوط "الجماعة المسلحة"، فان تقارير متطابقة تشير الى وجود عناصر اخرى في جنوب غربي العاصمة وفي شرقها، لا تزال تنشط. وهي التي تقوم بعمليات التفجير. وتخشى اوساط شعبية ردّ فعل "الجماعة" على مقتل "فليشا". ويضاف النجاح الذي حققته "القوات الخاصة" على جماعة "فليشا" التي يحققها الجيش في غرب العاصمة وشرقها في حربه على الجماعات المسلحة. وتعتقد اوساط مطلعة ان اهم العناصر الخطرة في هذه الجماعات قُتلوا ولم يبق سوى عنصرين اساسيين هما عنتر زوابري "الأمير" الوطني ل "الجماعة" وحسّان حطاب الذي ينشط في ولايات الوسط شرق العاصمة الجزائرية. على صعيد آخر كشف وزير الاعلام الجزائري الناطق باسم الحكومة السيد حبيب شوقي حمراوي ان حزب "التجمع من اجل الثقافة والديموقراطية" الذي يرأسه الدكتور سعيد سعدي منع فريق التلفزيون الجزائري من تغطية الندوة التي عقدها التجمع اثر الاحداث التي وقعت في تيزي وزو وبجاية عقب اغتيال المطرب معطوب الوناس وبدء تطبيق قانون تعميم اللغة العربية. وأسف حمراوي لمثل هذا السلوك، واعلن انه سيوجه رسالة الى سعدي يدعوه فيها الى الامتثال لقيم الديموقراطية والشفافية، والتعامل مع الصحافة الوطنية كأنها "عائلة واحدة". وذكّر الوزير بما حدث للفريق التلفزيوني الذي كان حاضراً يوم تشييع الوناس في تيزي وزو اواخر الشهر الماضي. وقال ان الفريق "قوبل بالشتائم"، وان عناصر لم يحددها أحرقت سيارة التلفزيون. وأكد ان "صحافيي التلفزيون لم يذهبوا الى مناطق محرّمة مناطق القبائل توجد في اقاليم خارج الترب الوطني". وفي لندن، دعت "الجالية الجزائرية في بريطانيا"، وهي هيئة اسلامية معارضة، الى الإفراج عن الرجل الثاني في الجبهة الاسلامية للإنقاذ الشيخ علي بن حاج المعتقل منذ 1991 ويقضي فترة عقوبة بالسجن 12 عاماً. وطالبت في بيان امس منظمات حقوق الانسان الى "التدخل الفوري والفعّال" للضغط على السلطات الجزائرية للإفراج عن بن حاج وكشف مصيره، علماً ان أحداً لم يلتقه منذ صيف 1995