أكدت السلطات اليوغوسلافية عزمها على إنهاء وجود المقاتلين الالبان في مناطق كوسوفو الحدودية مع البانيا، وصولاً الى إقامة حزام أمني على رغم التنديد الدولي وتحذيره. وأفادت المعلومات ان عمليات القوات الصربية خلال اسبوع اسفرت في بلدية ديتشاني وحدها عن قتل 52 ألبانياً وفقد 200 آخرين، واحتجاز السلطات الصربية 150 شخصاً، وقُدر عدد الذين اضطروا الى ترك منازلهم بأكثر من 30 ألف الباني، فيما دمر ما لا يقل عن عشر قرى كلياً أو جزئياً. ونقلت صحيفة "ناشا بوربا" المستقلة الصادرة أمس السبت في بلغراد عن مصادر خاصة معلومات عن وجود مقبرة جماعية قرب ديتشاني تحتوي على جثث 300 مواطن الباني "غالبيتهم من الشباب الذين خطفتهم قوات الأمن الصربية وقتلتهم". وكان الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان ندد بجولة العنف الأخيرة في كوسوفو ودعا الى اتخاذ اجراء حاسم قائلاً: "انه لا يمكن السماح للصرب بتكرار عمليات التطهير العرقي التي وقعت اثناء الحرب البوسنية". وعبر مجلس الأمن عن قلقه إزاء الوضع في كوسوفو وقال رئيسه للشهر الجاري مندوب البرتغال انطونيو مونتيرو: "ان الدول الاعضاء متفقة على الحاجة للتوصل الى نتائج عاجلة ودائمة تضمن حواراً غير مشروط بين الأطراف المعنية يؤدي الى اجراءات لخفض حدة التوتر بينها". وحذر المندوبان الاميركي والبريطاني لدى الاممالمتحدة حكومة بلغراد من اعادة فرض العقوبات عليها "اذا واصلت ممارساتها القمعية في كوسوفو". وواصل وزير الخارجية النمسوي وولف غانغ شيسيل الذي ستتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي الشهر المقبل لقاءاته في بلغراد وبريشتينا امس واليوم. وابلغ الوزير النمسوي الصحافيين انه احرز تقدماً في مسائل "عودة اللاجئين الى ديارهم بإشراف الاممالمتحدة والسماح لمنظمات الاغاثة الدولية بدخول مناطق الصراع في كوسوفو". واشار الى ضرورة حض الجانبين الصربي والالباني على التوقف عن اطلاق النار "من أجل توفير المناخ الملائم لمواصلة الحوار وإيجاد حل لأزمة كوسوفو". وأعلن الوزير النمسوي موافقة الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش على فتح مقر لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية في كوسوفو "في اطار مفاوضات لعودة يوغوسلافيا الى عضوية المنظمة". كما وصل أمس الى بريشتينا المسؤول السياسي في وزارة الخارجية الالمانية فولغانغ ايشينغير واجرى محادثات مطولة مع ابراهيم روغوفا وغيره من الألبان فيها. وكان المسؤول الألماني زار البانيا ومقدونيا قبل ذلك وبحث في الوضع المتوتر في البلقان. وافاد قائد فيلق الجيش اليوغوسلافي المرابط في كوسوفو الجنرال نيبويشا بافكوفيتش في تصريح صحافي امس ان السلطات الصربية "لن تقبل بأقل من تنظيف المنطقة الحدودية مع البانيا من أي سلاح قاتل بيد الألبان". وأوضح ان الشرط الرئيسي للسماح بعودة الألبان الى ديارهم في المنطقة الحدودية "هو ان يسلموا ما لديهم من أسلحة ويتعهدوا بعدم اجراء أي اتصالات أو تقديم دعم للارهابيين". وأعلنت وزارة الداخلية الصربية أمس ان الوحدات العسكرية التابعة لها "واصلت تدمير وإبادة العصابات الارهابية في المنطقة الحدودية لإقليم كوسوفو مع البانيا". واشار البيان الى قتل شرطيين لكنه لم يتطرق الى خسائر الجانب الالباني.