عاد الديبلوماسيون الاجانب امس الثلثاء بمشاهداتهم من الاماكن التي زاروها في اقليم كوسوفو. وعلى رغم ذلك ان بلغراد فرضت عليهم زيارة اماكن دون اخرى، فان الديبلوماسيين شاهدوا بلدات وقرى مدمّرة وتحدثوا عن العنف الذي تعرض له سكانها. وجاء ذلك عشية اجتماع مجموعة الاتصال الدولية في باريس اليوم لمتابعة تطور الاوضاع في كوسوفو. ودعت الخارجية الفرنسية الزعيم الألباني ابراهيم روغوفا لحضور الاجتماع الذي يشارك فيه الى جانب فرنسا ممثلون عن الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا والمانيا وايطاليا وهي الدول التي تشكّل المجموعة. وعشية الاجتماع، طلب الرئيس الفرنسي جاك شيراك التعامل بحزم مع مشكلة كوسوفو بما في ذلك التدخل العسكري وقال: "اننا لا نستطيع ان نسمح باستمرار التطهير العرقي في هذا الاقليم". وفي بون، حذّر الرئيس الروسي بوريس يلتسن امس في ختام زيارته لألمانيا من تدخل عسكري في كوسوفو. وقال في مؤتمر صحافي عقده مع المستشار الالماني هلموت كول ان "هذا التدخل سيكون امراً خطيراً ويؤدي الى تصعيد الوضع في المنطقة وستنتج عنه انعكاسات على اوروبا لا يمكن تصورها الآن". واكد يلتسن انه سيلتقي قريباً الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش "للبحث معه في كيفية السيطرة على الاوضاع في كوسوفو من دون اللجوء الى الاعمال الحربية". ولكنه لم يحدد متى سيلتقيه كما لم يتناول ما اذا كان مع اعطاء اقليم كوسوفو حكماً ذاتياً واسعاً. من جهة اخرى، نقلت صحيفة "ناشا بوربا" المستقلة الصادرة في بلغراد امس عن احد الديبلوماسيين الغربيين الذين شاركوا في الجولة التي اعدتها السلطات الصربية لممثلي السفارات في بلغراد الى بعض مناطق كوسوفو انهم "لم يكن لهم حق اختيار الاماكن التي يريدون زيارتها ولم يسمح لأي صحافي بمرافقة الديبلوماسيين". وحول الوضع في ديتشاني قال الديبلوماسي الغربي "اننا لم نشاهد اي مدني في هذه البلدة ووقفنا على أدلة بأنها شهدت معارك ضارية جداً". وتواصل القتال العنيف امس في الاقليم واكدت مصادر صربية ان جندياً من الجيش اليوغوسلافي قتل واصيب ثلاثة آخرون بجروح اضافة الى اثنين من افراد الشرطة، اثر تعرضهم لهجوم من المقاتلين الألبان في طريق قريبة من الحدود مع ألبانيا.