اختلط همّ الانتخابات البلدية في بيروتوجنوبلبنان بهموم الوضع الاقليمي أمس. وعشية توجه الناخبين في العاصمة اللبنانية وفي محافظتي الجنوب والنبطية الى صناديق الاقتراع اليوم لاختيار ممثليهم في المجالس البلدية والاختيارية، في المرحلة الثالثة لهذا الاستحقاق، استقبل الرئيس حافظ الأسد رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري للتشاور في التطورات الاقليمية المتعلقة بعملية السلام. راجع ص 2 وقال الناطق الرئاسي السوري السيد جبران كورية ان الأسد استقبل الحريري الذي كان أجرى مشاورات مع نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام ومسؤولين سوريين. وجاءت زيارة الحريري لدمشق في وقت تشهد المنطقة العربية سلسلة اتصالات وتحركات. ويتزايد الحديث عن العرض الاسرائيلي المتعلق بتنفيذ القرار 425 في جنوبلبنان. وأكد الحريري الذي عاد عصراً إلى بيروت، ان لبنان وسورية "ماضيان في العمل معاً من أجل لم الشمل العربي وتوحيد الصف ومواجهة التحديات". وقال إن "المرحلة تقتضي أقصى التضامن بين العرب لمخاطبة العالم بلسان واحد وموقف موحد حشداً للدعم والتعاطف مع قضيتهم الواحدة التي تتطلب عملاً مشتركاً ومنسقاً الى أبعد الحدود". وعلى الصعيد الداخلي، يشهد الجنوباللبناني اختبار قوة على الثنائية الشيعية بين حركة "أمل" بزعامة رئيس المجلس النيابي نبيه بري و"حزب الله"، هو الأول من نوعه خلافاً للانتخابات النيابية في دورتي 1992 و1996 حين حصل ائتلاف بينهما لم يتح تحديد ميزان القوى على الساحة الجنوبية. وتشهد مدينتا صور والنبطية أهم المعارك الانتخابية بين لائحتين يؤيدهما في كل منهما كل من الفريقين، فيما لا يتعدى عدد القرى التي تم توافق فيها بينهما أصابع اليد الواحدة من أصل 97 بلدية. ويتحالف كل من الفريقين في هذه المواجهة، مع قوى حزبية أو عائلية أو تقليدية في وجه الآخر. وشهد بعض ساحات التنافس تعاوناً بين "حزب الله" والرئيس السابق للمجلس النيابي كامل الأسعد. وتشهد مدينة صيدا اختبار قوة بين مناصري الحريري وشقيقته النائبة بهية و"الجماعة الإسلامية" وآل البزري في مواجهة النائب مصطفى سعد والأحزاب والقوى التقدمية في عاصمة الجنوب. وأدت حرارة المعركة إلى نقل كثير من يعملون في مؤسسات الحريري في الخارج جواً إلى لبنان، علماً ان كثيرين منهم يصوتون إلى جانب اللائحة التي يدعمها. أما بيروت، فتشهد مواجهة مزدوجة. ففي ظل المخاوف من أن يغلب الهوى الطائفي على عمليات الاقتراع لأعضاء المجلس البلدي الأربعة والعشرين الموزعين مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، انشغل عدد من القيادات لا سيما الاسلامية والحريري خلال اليومين الماضيين بحملة اعلامية - سياسية لدعوة الناخبين البيروتيين الى التوازن في الاقتراع لتأمين التساوي في اعضاء المجلس البلدي، وسط اشاعات واشاعات مضادة عن رفض بعضهم لدى الجانبين التصويت لمرشحين من الطائفة الأخرى. وبعد النداء الذي وجهه الحريري والدعوة التي أطلقها مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى محمد مهدي شمس الدين إلى الاقتراع المتوازن، دعا مطران بيروت للموارنة المسيحي ليقترع للمسلم والمسلم ليقترع للمسيحي. وأصدر تيار "القوات اللبنانية" أمس بياناً جاء فيه "الأحد سنقترع وسنبرهن ان تيارنا شريف في تحالفاته ملتزم التزاماً كاملاً كل أعضاء اللائحة". وتتنافس في بيروت لائحة "التوافق البيروتي" برئاسة عبدالمنعم العريس ويدعمها الحريري، و"الجماعة الإسلامية" والنائب تمام سلام و"حزب الله" وحزب الكتائب و"القوات اللبنانية" المحظورة وأحزاب أرمنية في وجه لائحة بيروت برئاسة عبدالحميد فاخوري ويدعمها النائب نجاح واكيم والتيار العوني والحزب الشيوعي اللبناني والحزب التقدمي الاشتراكي وبعض الأجواء اليسارية، فيما قامت لائحة ثالثة من 11 عضواً من المستقلين وبعض المنفردين الذين كان انسحب عدد منهم لمصلحة اللائحة الأولى، اضافة الى مرشحين ل "الأحباش". ووجهت "لائحة بيروت" المعارضة برئاسة عبدالحميد فاخوري نداءً الى أهالي العاصمة دعتهم فيه الى "انتخابها من أجل تحقيق بلدية فوق الشبهات"، وشددت على "ضرورة اسقاط مشروع بلدية الحكومة ومواجهة من يسرقها ويسرق حقوق بيروت، وعلى ضرورة وجود بلدية تحاسب على اهدار الأموال العامة وتمنع تحويل بيروت مجرد محطة بين المطار والكازينو وسوليدير". وتحدث النائب واكيم عن عمليات تسريب مغلفات مخصصة للوائح الاقتراع، إلى الماكينة الانتخابية للرئيس الحريري.