يسود الشارع المسيحي البيروتي رأيان في شأن التعاطي مع الانتخابات البلدية. الاول يتزعمه في شكل رئيسي التيار الوطني الحر الموالي للعماد ميشال عون ويدعو الى خوض المعركة من دون الدخول في ائتلاف مع رموز السلطة ويشجع على التعاون مع "لائحة بيروت" برئاسة الرئيس السابق لمجلس ادارة شركة طيران الشرق الاوسط عبدالحميد فاخوري والنائب نجاح واكيم وقوى حزبية وشخصيات في ندوة "العمل الوطني" التي اسسها الرئيس سليم الحص، علماً انه رفض التدخل في الانتخابات. اما التيار الثاني فيضم مجموعة من الشخصيات المستقلة الى جانب حزبيين سابقين، ولا يرى ان المطلوب مجرد خوض المعركة للمعركة، بل يتطلع الى اختيار من يمثله على اللائحة الائتلافية في حرية في حال اراد داعمو هذه اللائحة، وعلى رأسهم رئيس الحكومة رفيق الحريري، الانتخابات فرصة لفتح صفحة جديدة مع الشارع المسيحي، لا تأتي نتائجها نسخة طبق الاصل عن الانتخابات النيابية عام 1996. وأكد مقرب من التيار الثاني ل"الحياة" ان الوزير السابق فؤاد بطرس العائد اليوم من باريس سيستأنف مساعيه التوفيقية الى جانب عدد من الشخصيات ومتروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، مشيراً الى ان اللقاءات التحضيرية مع الرئيس الحريري والنائب تمام سلام لم تكن حاسمة وان كانت مشجعة، انطلاقاً من الكلام الذي سمعوه من رئيس الحكومة انه يترك لهم اختيار من يمثلهم رغبة منه في فتح صفحة جديدة. ولفت الى "انه كان يفضل ان يترك القرار النهائي للقوى الفاعلة في الشارع المسيحي خصوصاً في شرق بيروت، بدلاً من ان يحرك رئيس الحكومة ماكينته الانتخابية على غرار ما فعله في الانتخابات النيابية، خصوصاً اننا اتفقنا معه على العناوين الرئيسية لجهة استبعاد رموز حزبية وميليشوية". واعترف بأن الائتلاف "يحتاج الى بذل جهد فوق العادة لترجمته عملياً، يبدأ من توافق المعنيين في الشارع المسيحي على خطه بعدما تولى بطرس استكشاف النيات، من خلال جس نبض ممثلين عن التيار العوني والمعارضة الكتائبية والتيار المتعاطف مع "القوات اللبنانية" ورئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون"، مؤكداً ان "تيار عون قطع شوطاً في ارساء قواعد للتعاون مع اللائحة المناوئة للائحة المدعومة من الحريري". وأضاف "لا نتوخى خوض معركة على اساس اختبار للقوة او للتصويت على "فشة خلق" ضد رئيس الحكومة، ولكن في المقابل يجب ان تترك لنا حرية اختيار مجموعة من الاسماء بين المطروحين، شرط الا يحمل الائتلاف اسم شخص، ما دام الجميع يقولون به". وفي موازاة الجهود النشطة للائتلاف، يبرز على الساحة تحرك نشط للذين يدعمون "لائحة بيروت" من اجل ائتلاف المعارضة وان كان رئيس اللائحة يتجنب تسييس المعركة ويصر على اختيار الاكفياء الذين يعملون من اجل بيروت. والبارز ان القوى الداعمة لترشيح فاخوري الذي يستعد لإعلان نواة لائحته في الساعات المقبلة، تواصل لقاءاتها ومشاوراتها التي شملت وتشمل الشيوعيين و"الجماعة الاسلامية" و"حزب الله" و"جمعية المشاريع الخيرية" الاحباش، اضافة الى التيار العوني الذي يتعاون في الدرجة الاولى مع النائب واكيم الذي يؤدي دور المنسق العام للتوفيق بين قوى المعارضة وشخصيات تعمل في الحقل العام. وينطلق داعمو لائحة بيروت من حرية التحرك في التأسيس لائتلاف معارض ويعقدون لقاءات مع شخصيات معروفة في الحقل العام تتمتع بصدقية، ما يعني انها ستسهم في رفع مستوى الترشيح. وفي معلومات "الحياة" ان نواة "لائحة بيروت" التي ستعلن غداً ستضم اضافة الى فاخوري، رلى حوري وبشار حسين القوتلي وعدنان عيتاني وأمير حموي وألبير ملكي وعمر بارودي وإيلي بدران وخليل برمانا وتوفيق كفوري وفوزية الريس، وان الاتصالات جارية مع شخصيات بينها الخبير الاقتصادي كمال حمدان والنائب السابق لحاكم مصرف لبنان مكرديش بولدقيان والمصرفي شربل نحاس ونقولا شماس وان الاخير غير ميال الى خوض الانتخابات بينما لا يزال الباقون يدرسون الموقف.