تقع كوم أمبو على مسافة 50 كيلومتراً شمال مدينة اسوان - جنوب مصر - على الضفة اليمنى لنهر النيل وتحوي هياكل وبقايا مدينة "نوبت" القديمة، ويعد معبد كوم أمبو من أجمل المعابد في مصر على شاطىء النيل. ولعبت الرمال دوراً كبيراً في الحفاظ على آثاره سليمة، إذ غطت احجارها اللامعة الجميلة وحفظتها لزمن طويل. ويتميز بناء معبد كوم أمبو بأنه كرس لعبادة إلهين هما سوبك "التمساح" وحزور "حورس الكبير ذو رأس الصقر". وأدت الطقوس المزدوجة للعبادتين في داخل المعبد الى ازدواج المعبد ذاته وازدواج أبوابه وممراته. ويضم الموقع هنا ايضاً - بيت الولادة الذي محا النيل نصفه، ومعبداً صغيراً للربة حتحور، ونظاماً مائياً بديعاً وفريداً يتكون من آبار وسلالم وحوض للمياه الزائدة. قاعة التمساح ولما كان نصف معبد كوم امبو الجميل كرس قديماً لعبادة الاله سوبك الذي يجله المصريون القدماء وكرسوا عدداً من المعابد لهذا الاله "التمساح" الذي كان يزين ويطعم ويعتنى به طوال حياته، فقد قرر المجلس الاعلى للآثار المصرية، كما يقول مدير هندسة آثار مصر العليا المهندس محمد علي سلام، إقامة قاعة للعرش المتحفي للتماسيح الى جوار المعبد لعرض التماسيح المكدسة بالعشرات في داخل المخازن الأثرية في المنطقة لإتاحة عرض رؤيتها للسياح، وذلك في إطار السعي لتنويع المزارات السياحية والأثرية في كوم أمبو. وفي المسعى ذاته، انتهى المجلس الأعلى للآثار من إقامة أسوار خارجية لحماية منطقة كوم امبو والتل الأثري المجاور له، بالإضافة الى أعمال تطوير وترميم لأعمدة المعبد وصالاته.