إرتفع عدد ضحايا كارثة تحطم قطار سريع في المانيا اول من أمس بعد اصطدامه بقوائم جسر قرب محطة ايشيدي في شمال المانيا الى 95 قتيلاً وحوالي مئتي جريح حال بعضهم خطرة. ولا تزال اعمال الاغاثة مستمرة لفصل قطع الباطون المسلح الضخمة من الجسر الذي تهدم بدوره على عربتين من القطار الذي طحن كالأكورديون، ولا تزال الجثث في داخلهما. وأوضحت فرق الانقاذ ان بين الضحايا الذين لم تنتشل جثثهم بعد تلامذة صفين في احدى المدارس. وقطعت فرق الانقاذ التي ضمت حوالي 1000 شخص أي أمل في العثور على أحياء تحت انقاض العربتين المحطمتين وقطع الجسر الثقيلة. وأصيب سائق القطار بجروح بسيطة وبصدمة بعد ان نجا بأعجوبة. وأكدت مصادر ادارة القطارات الألمانية "دويتشه بان" ان ما حصل يمثل افجع كارثة انسانية في قطاع القطارات الألمانية والأوروبية منذ اكثر من 25 سنة في حين رأى البعض ان المأساة هي الأسوأ في المانيا منذ الحرب العالمية الثانية. وقالت ادارة القطارات ان القطار كان يسير بسرعة 200 كلم في الساعة، وهو يعتبر من القطارات الأوروبية السريعة التي تصل سرعتها الى 250 كلم في الساعة. وكان القطار قادماً من ميونيخ في طريقه الى هامبورغ. وعلى عكس الرواية التي اذيعت اثر الحادث والقائلة بأن القطار اصطدم في البداية بسيارة وقعت على سكة الحديد وارتطم بعد ذلك بقوائم الجسر الذي تحطم فوق عربات القطار، يبدو ان السيارة التي وجدت تحت الحطام انقلبت مع الجسر. وقال سائق القاطرة التي تابعت سيرها على سكة الحديد بعد الحادث، انه شعر بقفزة في البداية نتج على اثرها الارتطام بالجسر. وذكر خبراء ان القطار مصمم لكي تنفصل العربات عنه في حال وقوع حادث له، وهذا يعني ان شيئاً ما حصل تحت القاطرة أدى الى انفصال العربات عنها وخروجها من سكتها لترتطم بعد ذلك، بالجسر. وأصدرت وزارة المواصلات الألمانية بياناً أمس أكدت فيه ان أسباب الحادث لا تزال غير معروفة. ودعت اللجنة المكلفة الى العمل بسرعة على ايضاح الاسباب واطلاع الرأي العام عليها. وأعلن وزير الداخلية الاتحادي مانفرد كانتر اليوم حداداً رسمياً في الادارات العامة في البلاد ونكس العلم الألماني حزناً على الضحايا. وكان المستشار هلموت كول قطع زيارته الى ايطاليا وعاد الى بون حيث زار امس مكان الحادث والتقى بعض اهالي الضحايا معرباً عن مشاعر الحزن والألم لما حصل. وقال: "يجب تحديد هويات الضحايا بأقصى سرعة ممكنة" وتمنى الشفاء للجرحى. وتفقد رئيس حكومة سكسونيا المنخفضة غيرهارد شرودر المكان، وأعلن عن تقديم مليون مارك مساعدة للضحايا والجرحى وعائلاتهم. وقدمت ادارة القطارات الألمانية مبلغاً مماثلاً ايضاً. وأعلنت شركة السكك الحديد الألمانية امس أ ف ب انها ستخضع جميع القطارات الفائقة السرعة لديها الى مراقبة اضافية موقتة، وانها ستفرض عليها السير بسرعة لا تتجاوز 160 كلم في الساعة كحد اقصى.