منعت قوات الأمن اليمنية امس مسيرة كانت فروع أحزاب مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة في محافظة لحج تنوي تنظيمها، واعتقلت أكثر من 20 شخصاً من قيادات هذه الاحزاب وأعضائها ساعات عدة ثم اطلقتهم. في غضون ذلك أعيد فتح الطريق بين صنعاءومأرب وخفت حدة أزمة الوقود في العاصمة اليمنية. وقال شهود عيان اتصلت بهم "الحياة" ان قيادات وأعضاء فروع أحزاب مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة وعشرات المواطنين تجمعوا في التاسعة صباحاً أمام مبنى ثلاجة الأسماك في مدينة الحوطة،وهو المكان المتفق عليه لانطلاق المسيرة التي أعد لها منذ أيام. وقبل ان تتحرك المسيرة طوقها عشرات من عناصر الأمن واعتقلوا أكثر من 20 شخصاً غالبيتهم من قيادات الحزب الاشتراكي وأحزاب مجلس التنسيق الأخرى. وكانت أجهزة الأمن سيرت مساء أول من أمس دوريات للشرطة في شوارع مدينة الحوطة وأحيائها حذرت المواطنين عبر مكبرات الصوت من المشاركة في المسيرة. وقالت ان تحرياتها كشفت عن نية مجموعة من "المندسين" القيام بأعمال عنف وشغب في اثناء المسيرة وهو ما سيعرض كل من يشارك فيها للخطر. وأفرجت أجهزة الأمن عن جميع المعتقلين بعد ظهر أمس وعقدت فروع أحزاب مجلس التنسيق بعد الافراج عن قياداتها اجتماعاً طارئاً، وأصدرت بياناً دانت فيه "نهج قمع الحريات وحرمان المواطنين من ممارسة حقوقهم في التعبير عن رأيهم". وكان محافظ لحج أذن لاحزاب مجلس التنسيق بتنظيم المسيرة بعدما التقى قيادات هذه الاحزاب أول من أمس. وشهدت مدينة الحوطة منذ مساء أول من أمس اجراءات أمن شديدة اذ انتشرت عناصر من الشرطة والأمن في الشوارع الرئيسية ومداخل المدينة وأقامت حواجز ونقاط تفتيش. وتقول مصادر المعارضة ان اجهزة الأمن اعتقلت ناشطين في أحزاب المعارضة فجر أمس، كما دهمت مقر الحزب الاشتراكي واعتقلت من فيه. من جهة أخرى، أذنت الاجهزة الامنية في محافظة حضرموت لأحزاب المعارضة والنقابات المهنية فيها بتنظيم مسيرة عصر اليوم في مدينة المكلا بعدما تم توقيع محضر اتفاق بين الطرفين، تضمن الاجراءات والخطوات التنفيذية للمسيرة والتي تضمن عدم تحولها الى أحداث عنف وشغب وتضمن توفير الحماية لها من قبل أجهزة الأمن. وعقد صباح امس اجتماع بين ممثلي هذه الاحزاب والنقابات توصل فيه الحاضرون الى اتفاق ووقع المحضر. وتلا ذلك بدء التحضيرات لتنظيم المسيرة. وتهدف أحزاب المعارضة من تنظيم المسيرة مطالبة الحكومة بإلغاء قرارات رفعت بموجبها الدعم عن النفط ومشتقاته وسلع أخرى ما أدى الى ارتفاع الأسعار، وهي القرارات التي ترفض الحكومة التراجع عنها وأدت الى أحداث عنف وشغب في مدن ومناطق عدة الاسبوع الماضي. على صعيد آخر، فتح طريق صنعاء - مأرب مجدداً أمس بعدما كان أغلق أياماً عدة بسبب الاشتباكات الدامية التي شهدتها محافظة مأرب بين مواطنين وقوات من الأمن والجيش، وخفت حدة الأزمة في وقود الغاز في صنعاء بعدما وصلت أمس أعداد كبيرة من ناقلات الغاز قادمة من مأرب