سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحذير مرضى القلب من دواء علاج العجز الجنسي الذي قد يسبب الوفاة وعمى الألوان . "فياغرا" تجاوزت مبيعاتها المليون و سعر القرص في السوق السوداء .6 دولاراً !
"تسلّحوا ...تسلّحوا جيداً فانكم ستحتاجون كثيراً الى سلاحكم في معارككم المقبلة مع النساء"!. هذا الانذار صدر عن كاتبة أميركية تعتقد بأن الاقبال المهووس على شراء أقراص علاج العجز الجنسي يعكس خوف الرجال من نهاية عصر سيادة الذكور. وتثير ظاهرة انتشار أقراص "فياغرا"، التي تجاوزت مبيعاتها المليون وصفة طبية تعليقات مرحة حول العالم. فعلى رغم حالات الوفاة والعمى التي يُشك بأن سببها تناول الأقراص فان الاقبال عليها فاق قدرة صناعات الأدوية في توفيرها. ولم يوقف اقبال الجمهور عدم اجازة الدواء في معظم الدول الأوروبية، حيث يمكن الحصول عليه عن طريق البيع بالبريد أو عبر الانترنت. وفي بريطانيا، حيث الصحافة تكثر من التعليقات الساخرة حول الموضوع يتوقع طرح "فياغرا" في الأسواق البريطانية الخريف المقبل. وذكرت تقارير المراسلين أن سعر القرص الواحد بلغ في السوق السوداء في فنزويلا 20 دولاراً، وفي بولنده 25 دولاراً، وفي اسرائيل 30 دولاراً، وفي مصر 60 دولاراً. وفي كنداوألمانيا، حيث لا تجيز السلطات الصحية تداول أقراص "فياغرا" يجتاز الرجال الحدود زرافات الى الولاياتالمتحدة وسويسرا للحصول عليها. لكن ردود الأفعال المعاكسة لانتشار الدواء بدأت تظهر في بلدان عدة. ففي الولاياتالمتحدة حذرت الادارة الفيديرالية للأدوية المرضى الذين يتناولون أدوية القلب من أخذ أقراص علاج العجز الجنسي "فياغرا" Viagra . جاء ذلك في أعقاب الاعلان عن ست حالات وفيات بين أشخاص تناولوا "فياغرا". إلاّ أن السلطات الصحية الأميركية لم تتراجع عن قرارها السابق باجازة بيع الدواء الذي تجاوزت وصفاته خلال 6 أسابيع المليون، وأصبح من أفضل الأدوية مبيعاً في العالم. ويقدر عدد الرجال المصابين بالعجز الجنسي في الولاياتالمتحدة بنحو 18 مليون. وقد يفسر هذا سبب الاقبال الواسع على أقراص "فياغرا"، التي يعتقد بأنها تضاعف القدرة الجنسية للرجال مرات عدة. ورفضت شركة Pfizer التي تنتج "فياغرا" التعليق على أنباء الوفيات، لكن متحدثاً في الشركة قال أن الأشخاص المصابين بضعف جنسي قد يعانون ربما من ظروف صحية جدية كمرض السكري أو أمراض القلب، وذكر أن التعليمات المكتوبة على علبة أقراص "فياغرا" تنصح بعدم تناولها دون استشارة طبية. وتحذر التعليمات من الجمع بين تناول "فياغرا" والأدوية التي تحتوي على مادة النترات، التي تستخدم عادة لتسكين آلام الصدر لدى مرضى القلب. لكن الاقبال المحموم على تناول هذه الأقراص جعل الكثيرين يتجاهلون الارشادات الطبية. ويشكو الأطباء الأميركيون من أن مرضاهم يُخفون عادة أنهم يتناولون هذه الأقراص عند مراجعتهم لعلاج أمراض القلب. ويفرط بعض الأشخاص في تناول الأقراص ظناً منهم أنها مثيرة للشهوة الجنسية، وهي ليست كذلك. فالأطباء يؤكدون أنها لا تؤثر على الشخص ما لم يكن يملك الرغبة فعلاً، ومفعولها يكمن في توسيع الأوردة الدموية للأعضاء والسماح بتدفق الدم اليها. وفي ألمانيا لم توقف تحذيرات الأطباء الاقبال الكبير على شراء "فياغرا"، حيث يطلق على الظاهرة الآن اسم "سكستازي" Sextazy. وأعلن مساهمون في مؤتمر أطباء المسالك البولية الذي عقد الاسبوع الماضي في مدينة مانهايم أن تناول "فياغرا" قد يسبب الاصابة بالعمى الجزئي وعمى الألوان لدى بعض المرضى. وشكا أحد الأطباء من الاقبال المحموم على "فياغرا" وقال "يبدو كما لو أن الألمان قد اصيبوا فجأة بالعجز الجنسي... ولست أفهم سبب ذلك"! ويعود الرواج السريع الذي حققه الدواء الى أنه يعالج حالات ارتخاء الأعضاء وقصورها عن القيام بوظائفها. وقد دلت التجارب التي اجريت على المرضى المصابين بالعجز أن تناول "فياغرا" ضاعف قدرتهم على القيام بالعملية ما بين مرتين وأربع مرات. ولكن معظم الأشخاص الذي أثر عليهم الدواء ليسوا عاجزين كلية، ويقتصر أداء دواء "فياغرا" على تحسين أدائهم. وتبلغ نسبة النجاح الثلث فقط بين الأشخاص المصابين بعجز حقيقي. ولأن الدواء لا يعالج الأسباب الحقيقية للعجز فان تناوله دون استشارة طبية قد يخفي هذه الأسباب التي يمكن أن تتفاقم ويصعب علاجها. وتسبب "فياغرا" بعض الآثار الجانبية، مثل الصداع وحالات الاغماء، لأنها توّسع الأوعية الدموية في باقي أجزاء الجسم. وتتكرر هذه الحالات مع زيادة كمية الدواء المأخوذة. ويبلغ معدل ما يتناوله معظم الرجال من "فياغرا" نحو 100 ملغرام، وهو أعلى حد مسموح به، لكن يُعتقد بأن بعض الأشخاص يتجاوزون هذه الكمية على رغم تحذيرات الأطباء.