تشكل مشكلة الضعف الجنسي لدى البعض هاجسا يشغل فكر الأطباء والمصابين, الذين بدأت نسبتهم بالتزايد الملحوظ, فهي قضية مرتبطة بجوانب عديدة, طبية واجتماعية ونفسية يسهل ويصعب علاجها في الوقت نفسه. وكشفت دراسة طبية حديثة أجراها فريق طبي حول أمراض الضعف الجنسي المنتشرة من خلال اخضاع 118 مريضا يعانون الضعف الجنسي للاختبار حيث تمت متابعتهم وعلاجهم, وتبين ان 24%منهم يعانون أسبابا نفسية فقط, في حين ان 76% من المرضى يعانون أمراضا عضوية مثل السكر وضغط الدم والكوليسترول وكذلك الاصابات او اجراء عمليات جراحية بالحوض, حيث أعرب 75% منهم عن تحسن جيد واستجابت حالاتهم للعلاج, في حين ان 10% منهم تحسنوا أيضا نسبيا, ولكن لم يصلوا الى درجة الرضا عن نتائج العلاج, في الوقت الذي لم يشعر فيه 15% منهم بتحسن حالاتهم باستخدام عقار (الفياجرا). أسباب نفسية وحول ذلك اوضح اخصائي جراحة الكلى والمسالك البولية ومن الباحثين في مجالات عديدة في جراحة الكلى والمسالك البولية الدكتور علي السيد ابو زلاط ان الضعف الجنسي هو عدم المقدرة على المعاشرة الزوجية (الجماع) وهو مختلف تماما عن القدرة على الانجاب, وله أسباب عديدة وان حوالي 20% من أسباب الاصابة هي نفسية ناتجة عن التوتر العصبي والارهاق الجسدي والإرهاق النفسي ومشاكل اجتماعية وعدم التوافق بين الزوجين, وهذا النوع يسهل علاجه, وقد يتطلب العلاج من قبل اخصائي الأمراض النفسية ان لزم الأمر, ولكن قد يتفاقم الأمر ويزداد سوءا اذا لم يتم عرض الحالة على الاخصائيين, اما النسبة المتبقية وهي 80% من الأسباب فهي متعلقة بمشكلات عضوية, منها تصلب الشرايين ومرض السكر وارتفاع ضغط الدم والأمراض العصبية وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم ونقص هرومونات الذكورة واصابات العمود الفقري والحوض, وكذلك فان أدوية وعقاقير عديدة قد تؤدي الى الاصابة بمرض الضعف الجنسي, وأهمها أدوية قرحة المعدة وبعض أدوية ضغط الدم والمهدئات والتدخين, اضافة الى لائحة أدوية كثيرة جدا, البعض منها يؤثر بنسبة عالية, في حين ان البعض الآخر يؤثر بنسبة بسيطة باختلاف أنواعها. التقدم في السن وأوضح الدكتور أبوزلاط ان نسبة حدوث الضعف الجنسي تزداد مع التقدم في العمر, وتتراوح نسبتها من 5% في سن العشرين عاما الى 80% في سن الثمانين عاما وما فوق, حيث يجب على المريض الذي يشعر بحدوث تغيرات لديه في الجماع مراجعة الأطباء أولا, ويتم عرضه على أطباء متخصصين في أمراض جراحة المسالك البولية او اختصاصيين في الأمراض الجلدية والتناسلية, لاجراء بعض الفحوصات اللازمة عليه لتحديد الأسباب الرئيسية التي أدت الى حدوث هذه المشكلة لدى المريض, وبالتالي وصف العلاج المناسب له, والذي يتكون من علاج بالأقراص ويشمل أقراص (اليوهمبين) وأقراص الهرمونات التي كانت تستخدم في السابق قبل التوصل الى عقاقير جديدة لعلاج هذا المرض وهما (الفياجرا واليوبريما) اللذان احدثا تطورا سريعا في العلاج الطبي لهذا المرض, بالاضافة الى علاج آخر موضعي, وعلاج جراحي, حيث أصبح العلاج في الوقت الحالي متوافرا مما لا يدع مجالا للقلق بين أوساط المصابين بالضعف الجنسي حيث أصبح سهل التشخيص والعلاج بطرق بسيطة شريطة وجود الطبيب الاختصاصي للاشراف على الحالة وملاءمتها لهذه الأدوية. الفياجرا خطر وشدد على ضرورة عدم استعمال عقار (الفياجرا) دون الرجوع الى طبيب مختص واستشارته, لأسباب كثيرة, من ضمنها انه لا يمكن استعمالها من قبل المرضى الذين يعانون من قصور في الشريان التاجي (الذبحة الصدرية) ويخضعون للعلاج, وكذلك مرضى السكري في حالات معينة خاصة تأثيرها على العين, ومن أبرز الأعراض الجانبية التي تنتج عن استخدامها الشعور بالصداع وزغللة العينين والاستفراغ في الوقت الذي لا يستجيب بعض أنواع الضعف الجنسي لهذا النوع من العلاج. أما بخصوص توافر عقار (اليوبريما) في الأسواق فقد أكد انه سوف يحقق الفائدة في بعض الحالات التي قد لا تستجيب مع عقار (الفياجرا) أما فيما يخص العلاج الموضعي عن طريق الحقن بأدوية محددة في القضيب الذكري او في مجرى البول فقد ثبت فعاليته مع حدوث بعض المضاعفات, رغم انخفاض معدل استعمالها في ظل وجود الفياجرا واليوبريما, في حين مازالت احدى الفرق الطبية تواصل دراسة تأثير (اليوبريما) للمقارنة من حيث النتائج بين هذا العقار وعقار (الفياجرا). وهناك ايضا العلاج بأجهزة شافطة خارج القضيب, تؤدي الى الانتصاب بقليل من المضاعفات وعن العمليات الجراحية فيرى الدكتور ابوزلاط عدم الحاجة للجوء اليها, إلا في الحالات الشديدة, التي لا تستجيب للعلاج الطبي, وهي لا تتجاوز من 5 الى 10% من المرضى, وهذه العمليات التي تشمل ربط للأوردة (نتائجها غير مرضية) وتركيب اجهزة داخل القضيب الذكري, وهي عمليات نتائجها ناجحة اذا لم تحدث أي مضاعفات أخرى, والمهم هو استشارة الطبيب, مع عدم اللجوء الى الوصفات الشعبية المجهولة الأصل والمصدر. وأضاف انه كما ان هناك ضعفا جنسيا في الرجال فان النساء يعانين من نفس المرض, ومن أهم أسبابه الأسباب النفسية والختان,.. وقد بدأت دراسات فعلية على هذا الموضوع في الدول الأوروبية والولايات المتحدةالأمريكية, ويعتقد ان دراسته في مجتمعنا ستكون صعبة, لظروف حياتنا الاجتماعية. وقال في ختام حديثه ان لهذا الموضوع أهمية كبيرة حيث أصبح مرضا استشرى في الكثيرين, ويحتم علينا علاجه كغيره من الأمراض, مثل ضغط الدم وأمراض السكر, ولكن هناك أهمية خاصة في الدول الإسلامية, وتتمثل في ان كثيرين من الذين يعانون مشكلة الضعف الجنسي يصابون بالخجل والحياء من عرض حالاتهم على الأطباء المختصين مما يؤدي الى تفاقم هذه المشكلة وتضخم الحالة وما لها من آثار اجتماعية خطيرة من ضمنها التوتر الأسري تمتد في بعض الحالات الى حدوث حالات تفكك في الأسرة. 150 مليون مصاب وأوضح استشاري في جراحة المسالك البولية وزراعة الكلى في المنطقة الشرقية ان الأبحاث اثبتت في جميع أنحاء العالم ان هناك ما يزيد على 150 مليون شخص يعانون الضعف الجنسي, ومن المتوقع ان يصل العدد الى ما يفوق 320 مليون مصاب في عام 2025م, وأثبتت الدراسات الميدانية ان حوالي 50% من الرجال فوق سن الأربعين يعانون من بعض الضعف الجنسي الذي تتفاوت نسبته من رجل لآخر, ولكن هناك اتفاقا ان حوالي 90% من هؤلاء يعانون ضعفا خفيفا على متوسط, وتزداد نسبته وشدته مع الزيادة في العمر وأمراض القلب وارتفاع الدهون في الدم وسكري الدم, وبعض الأدوية مثل أدوية ارتفاع ضغط الدم والتدخين والكحول, اما بالنسبة للعلاج الطبي (الدوائي) للضعف الجنسي عد الرجال, فهناك تقدم مذهل خلال السنوات الأخيرة في هذا المجال وبالطبع الكل يعرف دواء الفياجرا, الذي أحدث ضجة كبيرة في السنوات الخمس الماضية منذ طرحه في الأسواق رسميا, وهو في الحقيقة أحدث ثورة هائلة في مجال علاج الضعف الجنسي الدوائي عن طريق الفم, وتراوحت نسبة نجاحه من 7080% من الحالات, ومن المعروف انه يحظر استخدامه على مرضى ضيق شرايين القلب, الذين يستعملون أدوية النقيرات, وله بعض المضاعفات مثل الصرع والإحساس بالحرارة في الرأس والوجه والغثيان وبعض الغشاوة الزرقاء في العينين وغيرها. اليوبريما أفضل وأوضح الاستشاري ان الجديد في العلاج الدوائي هو الدواء الذي طرح في الأسواق السعودية قبل عدة سنوات وهو ما يطلق عليه (اليوبريما), وهذا الدواء يستعمل بوضع حبة تحت اللسان لمدة 10 دقائق قبل الممارسة بحوالي 20 دقيقة, حيث يمتص الدواء وبسرعة يصل الى الدم, ومن ثم يؤثر على مركز الانتصاب في المخ, ومن هناك الى العضو, وحين الاستثارة الطبيعية يكون الانتصاب أقوى لمن يعاني الضعف الجنسي, وميزة هذا الدواء أنه لايحظر استخدامه على مرضى القلب, الذين يستعملون دواء النقيرات, ومضاعفاته قليلة ونسبة نجاحه مشابهة للفياجرا, لكننا لم نر نتائجه المعلنة في منطقتنا التي ستظهر قريبا. وعن الجديد في علاج الضعف الجنسي قال: هناك نوعان من العلاج لا تزال تجرى عليهما الأبحاث, وقد ينزلان الأسواق خلال الشهور القليلة القادمة, وهما (نوفيفا) وهو مشابه لدواء الفياجرا, من حيث ميكانيكية العمل والأثر, اما الآخر فهو يسمى (سيالس) وهو مشابه ايضا للفياجرا من حيث العمل, ولكنه يتميز عن جميع الأدوية السابقة, التي يظل أثرها, بين 4الى 5 ساعات في حين ان هذا النوع من الأدوية يبقى أثره بين 17 الى 18 ساعة. واختتم حديثه بالقول ان كل هذه الأدوية فعالة في الحالات الخفيفة والمتوسطة من الضعف الجنسي.. اما الحالات الشديدة فيلزم علاجها بحقن الأبر في العضو (وهو حقن سائل دوائي بإبرة صغيرة جدا في العضو الذكري, مما يؤدي الى الانتصاب) وان فشلت فيمكن اللجوء الى العلاج الجراحي وهو زراعة أنابيب بلاستيكية, تحتوي على سائل بداخلها في العضو الذكري. منشطات محظورة في حين حذر طبيب سعودي من الاقبال على المنشطات الجنسية المنتشرة في الأسواق دون استشارة طبية, خاصة النوعيات التي تباع دون تراخيص طبية, والتي عادة ما تتم مصادرتها من الأسواق فور اكتشافها من الجهات الرسمية مثل العلك المهيج جنسيا للنساء. وأكد اخصائي علاج الآلام والطب الشرقي والوخز بالأبر في احد المستشفيات الخاصة في الخبر ان معظم ما يباع في الصيدليات من حبوب او شراب او كريمات بغرض التحفيز الجنسي ليس سوى (وهم) يباع بأعلى الأسعار. ودعا المصابين بالضعف الجنسي الى مراجعة الأطباء المتخصصين, لمعرفة الأسباب الحقيقية للضعف, التي من أهمها الأسباب النفسية كالخوف والصدمات الجنسية أثناء الصغر او المراهقة والقلق والكآبة وعقدة الذنب او أسباب بيولوجية كعدم تحفيز الدماغ والدورة الدموية وعمل الاعصاب وعدم انتظام افراز الهرمونات وكذلك الأمراض المزمنة واستخدام بعض الأدوية بالاضافة الى أسباب تشريحية وفسيولوجية للمهبل او القضيب الذكري وعدم توافق الأزواج. منشطات طبيعية وأكد ان كل المنشطات لن تعمل سواء كانت (اليوبريما) او (الفياجرا) وغيرها اذا لم يعرف السبب الحقيقي,وانه حتى وان عملت هذه الأدوية فتأثيرها هو تأثير وقتي له آثار جانبية. ودعا الذين يعانون هذه المشكلات الصحية الى اللجوء الى استخدام العلاج الطبيعي مثل أنواع الغذاء والأعشاب التي تزخر بها الطبيعة والبيئة كأعشاب البحر والجنسج ولحاء اليوهيمبي والثوم والأغذية التي تحتوي على فيتامين (سي) والزنك وزيت كبد السمك والطحالب البحرية والصفصاف والأفوكادو والصويا وغبار الطلع وغذاء ملكات النحل والعسل, والابتعاد عن السكريات والدهون بقدر الامكان وكذلك الإدمان بأنواعه. وأكد ان هناك فرقا بين الهوس الجنسي, واشغال التفكير في قضية تعتبر جزءا من قضايا الحياة وليس كلها وبين اعتبار الجنس مطلبا طبيعيا لا داعي لاشغال تفكيرنا به طوال الوقت, وهذا ما يسبب مشكلة لدى بعض الباحثين عن المتعة طوال اليوم.. واضاف: حاول أطباء وعلماء العرب قبل ألف سنة ايجاد أدوية للحصول على أداء جنسي عال للرجال, كان من اشهرها (حبوب الحب السحرية) وان أهم ما يمكن ان يساهم في هذا التحسين بالنسبة للزوجين هو الحب قبل كل شيء, والجنس ليس سوى تعبير عن الحب, وان ذلك لا يأتي إلا بالتعامل الطيب مع الزوجة, وان المداعبة تعتبر أقوى من أي أدوية مهيجة, خاصة ان الإسلام اول من دعا لذلك ولا نستطيع ان نقول: ان هذه الوصايا هي (فياجرا) إسلامية. صيدليات تبيع الوهم بالدواء