قالت مصادر سورية رفيعة المستوى ل "الحياة" أن وزير الخارجية السيد فاروق الشرع ورئيس دائرة الشرق الأوسط في الخارجية التركية كوركت تسيترغه اتفقا على "استمرار الحوار"، وأوضحت أن دمشق "مرتاحة إلى المبادرة التركية" بإجراء اتصال مباشر مع سورية للمرة الأولى منذ العام 1995. لكن المصادر أشارت إلى وجود "اقتناع سوري بأن أطرافاً تعمل بتأثيرات خارجية من أجل منع تطوير العلاقة" بين دمشقوأنقرة. وكان السفير تسيترغه غادر دمشق ليل الأربعاء الخميس في ختام زيارة استمرت ثلاثة أيام، أجرى خلالها محادثات مطولة مع الشرع ومساعده السفير عدنان عمران، ورئيسة دائرة أوروبا الغربية السفيرة صبا ناصر. واللافت موافقة الجانب التركي على اقتراح سوري بزيارة تسيترغه والسفير التركي في دمشق جينغ دوعاتبه أول من أمس مدينة القنيطرة المحررة في الجولان. وأعطى مراقبون أهمية لهذه "الإشارة السياسية في ضوء التحالف العسكري بين تركيا وإسرائيل التي تحتل الجولان". وقالت المصادر أن "سورية لا تريد مواجهة مع تركيا بل تعمل لإخراجها من هذا الوضع الخاص" مع الإسرائيليين. ولوحظ أن وسائل الإعلام الرسمية السورية امتنعت عن بث أي خبر عن زيارة رئيس دائرة الشرق الأوسط في الخارجية التركية، كما لم تعلن المصادر الرسمية السورية والتركية في دمشق أنباء لقاءاته في العاصمة السورية لكن المصادر قالت أنها "تناولت كل المواضيع". وتنتقد دمشق الأتراك بسبب علاقاتهم الأمنية والعسكرية مع الإسرائيليين والمناورات البحرية التركية الإسرائيلية الأميركية إضافة إلى تجميد أنقرة كل اللقاءات مع دمشق الخاصة بالأمن والمياه، في حين يتهم الأتراك سورية بدعم "حزب العمال الكردستاني" بزعامة عبدالله أوجلان. وأوضحت المصادر أن المحادثات كانت "مطولة وتفصيلية إذ أن سورية مهتمة جداً بحوار مع الجانب التركي في شأن كل المواضيع". وزادت المصادر: "هناك اقتناع بأن أناساً في تركيا ليس عندهم رغبة في إجراء الحوار مع سورية، وأن جهات تركية تعمل بتأثيرات خارجية لمنع تحسين العلاقات بين البلدين المتجاورين وذلك بضغط من إسرائيل". واستدركت المصادر أن "الأوساط السورية مرتاحة جداً إلى المبادرة التركية بفتح الحوار المجمد" منذ ثلاث سنوات عندما امتنعت الخارجية التركية عن توجيه دعوة إلى وزيري خارجية سورية وإيران لعقد اجتماع المجلس الوزاري الثلاثي الخاص بشمال العراق. وكانت مصادر ديبلوماسية غربية قالت ل "الحياة" أن "المبادرة التركية تقضي باستئناف اللقاءات التركية - السورية على مستوى وزراء الخارجية والداخلية وضباط الأمن وخبراء المياه في حال نجاح اللقاء الأول الذي كان بمثابة جس نبض". وفهم أن تنفيذ البنود الأخرى للمبادرة يتعلق بپ"جهود تركيا لتجميد علاقتها باسرائيل".